حنان حجاج

إنهم يأكلون السوشى

الأحد، 12 فبراير 2012 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على صفحته على الفيس بوك كتب أحد نشطاء حقوق الإنسان من نجوم عصر مبارك: «اجلس مع «...» - وهو أيضاً من أصحاب أحد المراكز الحقوقية المشهورة - بمطعم صينى بالمهندسين نأكل طعاما صينيا كنت أرغب فى أكل السوشى ولكننا فضلنا الصينى».

لا أعرف ما الذى يفعله نجم حقوق الإنسان الآن بخلاف مشاركاته على تويتر وفيس بوك بآخر أخبار سفرياته وأكلاته وببعض الآراء المائعة فى أغلب الأحيان وهو الذى كان يوما نجما حقوقيا بازغا وتحول بسبب مركزه الحقوقى لمحام ذائع الصيت، وهو ما ينسحب على صديق السوشى الذى يدير هو أيضاً مركزا آخر لحقوق الإنسان،

فمنذ بداية الثورة اختفى كثيرون من نجوم حقوق الإنسان فى عهد مبارك ولم نسمع عن نشاطهم الذى كانوا يقولون إنه يكشف النظام الفاسد وانتهاكاته لحقوق الإنسان وهى حقيقة لا ننكرها كما لا ننكر أن أحزاب المعارضة كانت هى أيضاً تصرخ من فساد النظام ومن عدم إعطائها فرصة للمشاركة السياسية الحقيقية صدقنا نحن هؤلاء جميعا صدقنا أبطال حقوق الإنسان ومناضليه وصدقنا زعماء المعارضة وقياداتها وعندما قامت الثورة اكتشفنا أو تأكدنا أنهم وبشكل ما سواء برضاهم أو لمجرد رغبتهم فى البقاء كانوا جزءا أصيلاً من هذا النظام يلعبون الأدوار المحددة لهم فى الديكور الديمقراطى الزائف كما هو محدد لهم تماما بل إن بعض رموزهم قبلوا بمنتهى الامتنان أن ينخرطوا أكثر فى أداء مزيد من الأدوار وأصبحوا نجوما فى فيلم جديد يسعى لتجميل وجه النظام حمل اسم المجلس القومى لحقوق الإنسان يتقاضى فيه العضو 9 آلاف جنيه شهريا من ميزانية الدولة مدعوما ببعض من خيرات المعونات الخارجية.

كيانات كشفتها الثورة بجدارة بعد أن خلقت لنفسها كياناتها الحقيقية التى التحمت مع الشارع وعرفت ما يحتاجه وجعلت من أسماء لم يكن يعرفها أحد لشباب صغار نجوما حقيقيين يلمعون بنور عطائهم وليس بفعل إضاءة استوديوهات التليفزيونات.. عرفنا منى سيف ونساء مركز النديم وشباب مركز هشام مبارك وقليلا جداً من المناضلين القدماء وعلى رأسهم أمير سالم بينما اختفى أو كاد النجوم القدامى ومناضلو عصر مبارك الذين أصبحوا من أصحاب الياقات البيضاء ورواد مطاعم السوشى. لا نريد أن نتهم أحدا بشىء اللهم إلا التخاذل والاستكانة لحياة جديدة صاروا يعيشونها ولا يملكون سوى بعض الحكايات عن سنوات نضالهم القديمة ففى وقت تمتلئ فيه السجون العسكرية بآلاف الشباب وتمتلئ المستشفيات بمئات المصابين ويتم التقاط النشطاء من الشوارع اختفى كل هؤلاء وتركوا ساحة ثقيلة وواسعة لشباب قرر أن يناضل على أرض الواقع بلا مكاتب مكيفة ولا رواتب ينتظرونها من خزينة الدولة فى نهاية كل شهر ولا مراكز وجمعيات خاصة يرأسونها تدير برامجها ودوراتها التدريبية حسب الجدول المعتاد والمعونات المنتظرة.

ربما يجب الآن على عشاق السوشى والصينى أن يراجعوا مواقفهم فالكمون والارتكان للتاريخ لم يعد مجديا والانتظار على شواطئ الترقب دون النزول لغمار المعركة لم يعد مقبولا، النضال وقته الآن فى ساحة حرب حقيقية لحماية حقوق المصريين الأساسية بدءاً من حقهم فى التظاهر دون أن تفقأ عيونهم وتثقب أجسادهم وصولا لحقهم فى أن يحاكموا أمام قاضيهم الطبيعى حتى من تمت محاكمتهم بالفعل، الانتخابات كشفت الأحزاب الورقية القديمة والثورة كشفت المناضلين الورقيين والأهم أنها فعلا قدمت مناضلين حقيقيين غير مدفوعى الأجر لم تتملكهم نجومية الكراسى والشاشات.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب

فعلاً

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف ياسين

فينك يااستازة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة