آخر كلمة للراحل جلال عامر: "حرام المصريين يموتوا بعض".. وآخر صورة له كانت فى مظاهرة ضد العسكرى.. وآخر وصية التبرع بقرنية عينيه لمصابى الثورة هكذا رحل "الساخر الساحر"

الأحد، 12 فبراير 2012 12:24 م
آخر كلمة للراحل جلال عامر: "حرام المصريين يموتوا بعض".. وآخر صورة له كانت فى مظاهرة ضد العسكرى.. وآخر وصية التبرع بقرنية عينيه لمصابى الثورة هكذا رحل "الساخر الساحر" الراحل جلال عامر
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقلبٍ لم يحتمل رؤية المصريين "وهما بيموتوا بعض".. رحل عن عالمنا الكاتب الساخر الكبير "جلال عامر" عن عمرٍ يناهز الستين عامًا، بأحد مستشفيات الإسكندرية، بعد إصابته بأزمة قلبية حادة خلال مشاركته فى مظاهرة ضد المجلس العسكرى نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات بالإسكندرية، لتكون هذه الحروف هى آخر ما قاله العم "عامر"، ولتبقى آخر صورة له خلال مشاركته فى هذه مسيرة رأس التين التى خرجت بالقرب من منزله ضد حكم العسكر عالقة فى مخيلة الأجيال الحالية والقادمة، عن رجل أقل ما يقول عنه محبيه ومريديه أنه "حكيم الثورة وأمير الساخرين".

وُلد "جلال عامر" مع ثوره يوليو 1952، وتخرج فى الكلية الحربية، وكان أحد ضباط حرب أكتوبر 1973، وشارك فى تحرير مدينة القنطرة شرق، كما درس القانون فى كليه الحقوق والفلسفة فى كليه الآداب، ويكتب القصة القصيرة والشعر وله أعمال منشورة، وعمل كاتباً صحفياً ونشر العديد من مقالاته فى عدة صحف، ويُعد "عامر" أحد أهم الكُتاب الساخرين فى مصر والعالم العربى، وصاحب مدرسة فى الكتابة الساخرة التى تعتمد على التداعى الحر للأفكار والتكثيف الشديد.

كان آخر ما قاله الفقيد الراحل جلال عامر على موقع التواصل الاجتماعى الشهير تويتر "مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون فى مكان واحد، لكنهم لا يعيشون فى زمان واحد"، كما أن له عبارات كثيرة وعديدة تحتاج للعديد من الكتب لكى يجمعها الإنسان فى دفتر حكمه، فمنها مثلاً قوله إن "الذى يمسك العصا من المنتصف ينوى أن "يرقص" لا أن "يرفض"، وأيضًا مصر طول عمرها "ولادة" ثم جعلوها تبيض وفى الفترة القادمة سوف تتكاثر، و"الفساد له ناس عارفينه وعارفهم.. إن ماتت الناس يقعد لخلايفهم"، و"حاولوا أن تطفئوا حرائق الجهل ثم تضيئوا أنوار العلم.. هذا هو الداء والدواء"، وأسوأ ما فى "الأمة" هو "الأمية"، كما قال أيضًا "فضحت السماء فساد أهل الأرض.. وإذا كان الكفن ليس فيه جيوب فإننا نذكرهم أن جهنم أيضًا ليس فيها مراوح".

وكما أن الموت لم يمهل "عامر" القليل من الوقت ليرى مصر تحقق أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، لم تتحقق أمنيته، حينما أوصى بالتبرع بقرنية عينيه لمصابى الثورة، حيث ذكر نجله "رامى" أن المستشفى التى توفى فيها فجر اليوم، الأحد، لا يوجد بها بنك لحفظ العيون.

رحم الله كل من أناروا لمصر الطريق، وأفشوا السلام بين أبنائها..رحم الله "جلال عامر".



موضوعات متعلقة:

تشييع جثمان جلال عامر بالإسكندرية والعزاء غداً بـ"القائد إبراهيم"





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة