قال الدكتور فيصل يونس، مدير المركز القومى للترجمة، إن طلب حذف الفصليين الأخيريين من كتاب "أبو الهول والعنقاء" للكاتب والمترجم الكبير داوود رفائيل خشبة، جاء بعدما رأت اللجنة الفنية التابعة للمركز أن المؤلف يقدم وجهة نظر نقدية لمفهوم الدين والإلوهية من المنظور المسيحى، وأن دار نشر أمريكية سبق وأن رفضت نشر هذا الكتاب باللغة الأجنبيةح لما يتضمنه من نقد للمسيحية وليس الإسلامية، مضيفًا "إذا كانت أمريكا الأكثر حرية منَّا، رفضت نشر هذا الكتاب، فما بالنا نحن، الذين وافقنا على نشره بشرط وافق عليه المؤلف".
وأوضح "فيصل يونس" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه لم يوافق على رأى اللجنة الفنية إلا بعدما وافق "روفائيل خشبة" على حذف هذين الفصليين، مشددًا على أنه لا يصدر قرارات منفردة منه شخصيًا، وإنما يوافق على آراء ووجهات نظر أعضاء اللجنة الفنية، والتى أشار إلى أنها تتكون من مجموعة من الخبراء والمثقفين الذين يمثلون شرائح المجمتع المصري، التى تتعامل مع تابوه الدين والجنس بحساسية شديدة.
وأشار "يونس" إلى أن وزارة الثقافة وما يصدر من قطاعاتها المختلفة من مطبوعات وإصدارات، لا تتمتع بنفس الحرية التى تحق لدور النشر والمؤسسات الخاصة، مدللًا على ذلك، بأنه لا يمكن للمركز القومى للترجمة أن يصدر كتابًا يتضمن مشاهد جنسية فاضحة أو يتعرض للأديان السماوية بشدة، وأنه بناءً على ذلك، أوصت اللجنة الفنية بحذف هذين الفصليين مراعاةً لعدم المساس بالمشاعر الدينية لأبناء الشعب المصري، الذى يقطتع من أمواله الضرائب ويحصل عليها العاملون بالمركز.
وردًا على وجهة النظر القائلة بأن ما يصدر عن المركز القومى للترجمة، يهتم به النخبة، أشار "يونس" إلى أنه مادامت النخبة هى التى تقرأ ما يصدر عن المركز، فلماذا لا تقرأ الكتاب اللغة الأجنبية التى صدر بها من قبل، ونشرها المؤلف على مدونته الشخصية، موضحًا أنه كان من الممكن ألا يصدر الكتاب عن المركز فى حالة إذا ما رفض "روفائيل خشبة" حذف هذين الفصليين، لأن التعامل معه كان بصفته مؤلفًا للكتاب، وليس مترجمًا له، وأنه فى حالة إذا ما كان الكتاب مترجمًا عن مؤلف أجنبي، فلم يكن للمركز القومى للترجمة أن يحذف من الكتاب أى شيء إلا بالرجوع للمؤلف نفسه ودار النشر وأخذ موافقة كتابية منهما على هذا الاقتطاع، وإن تعثر ذلك فيحق للمركز أن يرفض نشر ترجمة هذا الكتاب.
وحول نشر المركز القومى للترجمة لكتاب "هيباتيا والحب الذى كان"، والذى يحتوى على ما هو أشد من محتوى الفصلين اللذين حذفا – حسبما قال المؤلف فى تصريحات صحفية -، أوضح "يونس" أنه لم يقرأ هذا الكتاب، وأن قرارات نشر الأعمال فى المركز القومى للترجمة لا تصدر بشكل فردى منه، وإنما بعد موافقة اللجنة الفنية التى تقرر النشر أو عدمه.
وشدد "يونس" على أن هذا الموقف لا يعد إنتكاسة فى المركز القومى للترجمة، التابع لوزارة الثقافة، التى تسعى الآن للحفاظ على حرية الفكر والإبداع والمصادرة، مؤكدًا على أن الموقف لا يحتاج أى مزايدات من أحد على المركز، أو على شخصه، وأن الموقف لا علاقة له بصعود التيارات الإسلامية.
عدد الردود 0
بواسطة:
داود روفائيل خشبة
تعقيب من المؤلف/المترجم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد زكريا توفيق/ كاتب مقيم بالولايات المتحدة
أليست مصيبة أن نضع سقفا للعقل لا يجب أن نعلوا عليه