ائتلاف شباب الثورة بالإسماعيلية يرفض العصيان المدنى الشامل

أصدر ائتلاف شباب الثورة بالإسماعيلية بيانا اليوم، السبت، لتوضيح موقفه من الدعوة للعصيان بعد أن تناقلت بعض القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية خبرا يشير إلى رفض الائتلاف المشاركة فى العصيان الذى دعت له بعض القوى السياسية والثورية.

أشار البيان إلى أن هذا الخبر مبتسر وغير دقيق، ويشوبه الإجحاف بموقف الائتلاف المنحاز لفكرة العصيان، كوسيلة من وسائل التصعيد السلمى المشروع.

وأكد البيان أن فكرة العصيان المدنى ينبغى أن تتوافر شروطها ومحدداتها كوسيلة مشروعة من وسائل التصعيد السلمى حتى تنجح وتحقق أهدافها، فهى تستوجب أن تتوافر مجموعة من المعطيات السياسية المدروسة بدقة وعناية دراسة تكون قريبة من نبض الشارع وتطلعاته، وأرضية خصبة تفترض وجود نوع من التوافق السياسى العام حولها، كما تفترض خلق حس عام وشعبى لا يتطلب مشاركة التيارات السياسية، وحركات الضغط السياسى، بل يفترض أن تدعو مثل تلك التيارات السياسية لفكرة العصيان المدنى، ثم تستجيب لها قطاعات عريضة ومؤثرة من الشعب للفكرة وتشرع فى تنفيذها، خصوصا وقد استخدم المصريون فكرة العصيان المدنى سابقا، كما تستخدمه كثير من الشعوب الحالمة بواقع أفضل وعبرت به عن رفضها لممارسات السلطة الحاكمة القهرية وغير العادلة، من أجل استعادة حقوق مهدرة ومسلوبة.

كان ائتلاف شباب الثورة بالإسماعيلية طوال الأيام السابقة يقف موقف المتحفظ من إعلان حالة العصيان المدنى، والإضراب العام فى ذكرى تنحى الرئيس المخلوع، بسبب غياب تلك المعطيات السياسية والاجتماعية التى تكون مستوجبة لاتخاذ مثل تلك الخطوة الاستثنائية فى التصعيد السلمى، وأن تلك الدعوة غابت عنها الدراسة الحقيقية القريبة من تطلعات الشارع المصرى، بل وجاءت متسرعة جدا بالشكل الذى يضر بفكرة العصيان المدنى فى حد ذاتها كوسيلة مشروعة من وسائل التصعيد السلمى، قد تحتاج الثورة لاتخاذها فى ظروف سياسية واجتماعية أفضل من تلك التى خرجت تلك الدعوة يصددها، خصوصا والثورة تمر بمنعطف خطير هذه الأيام، يستوجب شيئا من التأمل والتحليل الدقيق للواقع المصرى وللظروف السياسية الحالية، ونحن أمام تحديات كبيرة يأتى على رأسها إسقاط حكم العسكر وتسليم السلطة للمدنيين، ومحاكمة رموز النظام السابق وقتلة الشهداء، وفى وضع سياسى هش وضعنا فيه المجلس العسكرى الذى أدار المرحلة الانتقالية بفشل ذريع، يفرض عليه ويلزمه بضرورة تسليم السلطة.

ونؤيد الدعوة التى دعت لها حركات طلابية جامعية، للإضراب داخل الحرم الجامعى فى ذلك اليوم، كما ستشارك مجموعة من ائتلاف شباب الثورة غدا فى إضراب طلبة جامعة قناة السويس غدا للمطالبة بإسقاط حكم العسكر وتسليم السلطة للمدنين، ونحتفظ بحقنا فى عدم الدعوة لإعلان حالة العصيان المدنى العام والشامل فى هذه الأيام، للأسباب السالف ذكرها، كما لا نشكك فى نوايا الداعين لإعلان حالة العصيان، ولا فى وطنيتهم.

وتابع البيان: من حق أى فصيل أن يعارض الفكرة أو يؤيدها دون مزايدة الأطراف المختلفة على بعضها، ونرى أن فكرة العصيان المدنى كوسيلة مشروعة من وسائل التصعيد السلمى، مازالت قائمة وللثورة أن تتخذ هذه الخطوة الاستثنائية إذا تقاعس المجلس العسكرى عن تسليم السلطة للمدنيين وتنفيذ باقى مطالب الثورة، التى مازالت مستمرة بتضحيات أبنائها ،وكفاح الشعب المصرى الحر.