قال رئيس المجلس الوطنى السودانى أحمد إبراهيم الطاهر إن ثورة 25 يناير فى مصر فجرت كثيرا من الثورات والتحولات العالمية ونتج عنها ربيع عربى متنوع فى العالم كله، مضيفا أن زيارته والوفد المرافق له إلى القاهرة بدأت بتحية مجلس الشعب وتعزية الشعب المصرى على مجزرة بورسعيد.
وعن الغرفة الأولى من البرلمان، تابع رئيس المجلس الوطنى السودانى، خلال لقائه مع النخبة المصرية أداره السفير السودانى لدى القاهرة كمال حسن على مساء الخميس: "هو توأم لنا فى العمل البرلمانى ونصيرنا فى القضايا العربية والأفريقية، واستعادنا كثيرا من تواصلنا مع مجلس الشعب المصرى. نأمل أن يتطور هذا التواصل ليكون بداية انفتاح جديد بيننا وبينهم".
واعتبر رئيس المجلس الوطنى أن التنوع السياسى والحزبى فى مصر ليس دليلا على سوء بل عافية، قائلا إن هذا الاختلاف ليس للفرقة ولكن لتبادل الآراء، واستطرد مخاطبا الحضور: "وما يجمعكم هى مصر ذات التاريخ العميق والثقل السياسى الذى لا يتجاوزه أحد. ومصر فى موضع الصدارة وينبغى لها أن تكون كذلك".
وحول العلاقة بين البلدين، مضى أحمد إبراهيم الطاهر يقول: "كنت أقابل كثيرا أخى أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق، وسألنى ذات مرة عن حال السودان، فقلت له إننا متعلقون بمصر ومصر تعلقت بأوروبا وأوروبا تعلقت بأمريكا وأمريكا تعلقت بإسرائيل، ولكن نحن نريد لمصر أن تتجه جنوبا فستجد نموها وأخاها فى هذا البلد".
وأردف الطاهر: "وكل ما نريده فى هذه الحقبة أن نبنى مزيدا من التواصل، وأن نتعاون فى تحقيق المصالح المشتركة وأن تكون كلا البلدين قويتين"، مشيرا إلى أن اللجنة البرلمانية المصرية السودانية ستعقد جلستها المقبلة فى الخرطوم وذلك بعد أن عقدت أخر جلسة لها فى القاهرة قبل عامين من الآن، معربا عن أمله فى أن تظهر هذه اللجنة روح الربيع العربى.
وتحدث عن العرف الذى يسمح فى السودان بعضوية الوزراء ومستشارى الرئيس فى المجلس الوطنى، قائلا إن هذه العضوية لا تنتقص من دورهم النيابى وناصحا المصريين بالإطلاع عليه "لعله يفيد" على حد تعبيره.
أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطنى وزعيم الأغلبية محمد الحسن الأمين فقال من جانبه إن ما حدث فى مصر مهم جدا بالنسبة للسودان، مفسرا أن العلاقات القائمة على إرادة الشعوب أقوى من الحكومات.
وتطرق إلى القضايا الثنائية التى ناقشها الوفد مع المسئولين المصريين منذ وصولهم وتأتى على رأسها قضية الأمن القومى، موضحا: "فنحن ننظر لقضية الأمن القومى فى مصر والسودان باعتبارهما قضية واحدة لا معزل بينهما مثل الأمن المائى والغذائى".
ولفت إلى أنه من المقيدات التى وضعها نظام الرئيس السابق حسنى مبارك كانت طرح مثل هذه القضايا السابقة على جهاز حكومى "متكسل"، على حد وصفه.
وتابع: "الجديد هو أننا نقول هذا الحديث الآن على قوى يمكن أن تغير وهذا هو أهم ما يميز النظام الديمقراطى"، وفيما يتعلق بقضية الأمن القومى استطرد: "السودان هى الدولة الوحيدة التى ظلت منذ أكثر من 60 عاما تحت وطأة التهديد الإسرائيلى المباشر، بالإضافة إلى علاقة جنوب السودان بها، وفضلا عن قضايا الجوار العربى والقرن الافريقى ولا سيما المواجهة بين ارتريا وإثيوبيا".
وأكد أن السودان تعى هذه الأخطار السابقة وتحاول أن تتوصل مع مصر إلى استراتيجيات وبرامج، بينما يأتى ذلك فى وقت يعانى فيه النظام الدولى من مشكلات، على حد قوله.
فيما قال مستشار رئيس الجمهورية وعضو المجلس الوطنى غازى صلاح الدين، إن السودان تشهد تآمرا ولكنه لا يقف عند حدود السودان وليس حكرا عليها، مضيفا :"التآمر يمر على كل الدول وما يحدث فى جنوب كردفان والنيل الأزرق مجرد بقايا من أفراد الحركة الشعبية".
وأكد مستشار رئيس الجمهورية أن القيادة السودانية أكثر القيادات فرحا بالربيع العربى بصورة عامة، مشيرا إلى زيارة الرئيس عمر البشير إلى ليبيا مؤخرا. وأعرب عن أمله فى أن تزداد العلاقة بين مصر والسودان، لافتا إلى مقابلة الوفد مع حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى الحاكم وكمال الجنزورى رئيس الوزراء.
وبعد الانتهاء من إلقاء كلمات الوفد، فتح السفير السودانى لدى القاهرة باب التعليقات على ما قيل وذلك للنخبة التى دعاتها السفارة السودانية وحضرت اللقاء وكان أبرزهم رئيس ومؤسس حزب الحق نرمين عبد الرحمن وأمين عام الحزب محمد جمعة ورئيس لجنة الحراسات بالحزب رمضان حمدى، وأمين عام حزب الخضر محمد أحمد حسن، والباحث الاستراتيجى منير حامد، وموسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد والمنسق العام لمبادرة وادى النيل حنان يوسف، بالإضافة إلى عدد من مؤسسات المجتمع المدنى وقادة الأحزاب وأعضاء مجلس الشعب وشخصيات سودانية مرموقة.
وتعقيبا على حديث الوفد قال الأمين العام للحزب الناصرى أحمد عبد الحفيظ إن مصر والسودان فى حالة أزمة حقيقية، معتبرا أن انفصال الجنوب لم يحقق الاستقرار للسودان، أما رئيس اتحاد ائتلاف مصر للحزاب الوسطية محمود حسام فتحدث عن أهمية العلاقات المصرية السودانية، بينما أشار الشيخ محفوظ عزام من حزب العمل إلى القيود السياسية على العلاقة بين البلدين.
وفد البرلمان السودانى: قيادة الخرطوم الأكثر فرحا بالربيع العربى
الجمعة، 10 فبراير 2012 02:18 م