د.عادل السيد

سوريا ... نهاية النظام

الجمعة، 10 فبراير 2012 07:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال شبل الأسد ونظامه القمعى القمىء يصران وبتعمد على امتلاك الحقيقة وحدهما، بأن نظام البعث فى سوريا هو الوحيد المالك للحق والمبشر به، والجميع - لا الكون فقط - على باطل، وأن الثوار من رجال ونساء وأطفال ومن كافة طبقات الشعب السورى البطل هم مندسون يعملون لصالح الأجنبى الاستعمارى من صهيونى وأمريكى وغربى رأسمالى، وأن هؤلاء الثوار والثائرات السوريات هم رموز للعمالة السافلة التى تعمل على الإطاحة بآخر معاقل القومية العربية، آخر معاقل الصمود.

ويدس إعلام الحقيقة الواحدة فى سوريا أسد الفشل ملامح فتنة بلهاء وساذجة ليلاً ونهارًا، مذكرًا بإعلام مخلوع مصر وتوابعه، وإعلام مخلوع ليبيا البهلوان من قبل، بالبشارة بأن نصر "بطل الحرب والسلام" و"الأخ القائد"، فى شخص الأسد بالطبع وعلى شعب من الجرذان لا يكون إلا بملاحقة جيش الشعب للشعب فى كل مدينة ترفع شعار الحرية، وكل شارع يرقص هاتفًا بمجد الشهداء، وكل زنقة ملئت بشارات النصر الموعود، وكل باب بيت موصود على أنين حرائر وصراخ أطفال حنينًا إلى الأخ المفقود أو الأب المهدور دمه، حتى تكون النهاية، وهى قريبة، بقيام أحد شباب هذه الثورة بسحب قدم الشبل من آخر معاقله الصمودية فى إحدى بالوعات دمشق وربما ريفها، معلنًا نهاية نظام وبداية ربيع طال الإشتياق له - ليس فقط فى ربوع سوريا الجريحة.

نظام النعَّام السورى يدفن رأسه فى الرمل متلفعًا بالحق المطلق، ومتلفعًا أيضًا بحماية فيتو روسي-صينى ظالم يعطى ضوءًا أخضر لمزيد من سفك الدماء ليعيش الديكتاتور الوارث لأبيه، بالإضافة إلى ذلك تتلفع النعامة الأسدية بتضامن هش لأنظمة القمع والقهر الكاريبية التى تدفع لها إيران نقدًا وعدًّا مقابل شعارات لم يعد يصدقها أحد لا فى بلادنا ولا حتى فى بلادهم، يضاف إليها ذلك الصمت الرهيب تارة والتأييد المفضوح تارة أخرى لحركات عربية يُقال أنها ثورية تتدثر بعباءة الدين والملة تحارب الصهاينة وتوَّد تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ولكن خريطة طريقها الحالية تضع سوريا من درعا وريف دمشق وحمص وحماة ومعرة النعمان، مرورًا بالحسكة كمحطات للتحرير،حيث إن (أنصاف رجال) والشعب السورى البطل ضمنهم، لا يستحقون ربيعًا عربيًا، ليكون الصمت تارة على مجازر الحليف الاستراتيجى وتارة بالهجمة الإمبريالية على قلعة العرب فى شبل أسد سوريا، هو الوسيلة إلى الاسترزاق ومط خرائط الطرق ليصبح الملجأ السياسى وسيده هو درع العروبة، نقدًا ومكانًا فى جمهورية الغضب الشعبى.

لقد آن الأوان للحركات والتمثيليات العربية من النظر فى مرآة من تمثلها ومصارحة أنفسها ولو لمرة واحدة فى التاريخ بأن ما يجرى فى سوريا هو استفتاء دموى على شرعيتها هى نفسها، وأن سقوط النظام السورى هو سقوط آخر قواعد الغش العروبى والملى التى ينطلقون منها مدعومين بمال الشعب السورى المطحون من أجل الحرية التى يبغونها لمن يمثلونهم، وفى نفس الوقت استمرار القهر والسحل والقمع والذبح للشعب السورى البطل، لذلك فهم جميعًا يخسرون رغم التصفيق الآنى ممن لا يعى خريطة طرقهم الملتوية، وسيفوز شعب سوريا العروبى البطل بحريته فى كل مدينة ثائرة وشارع وزنقة وبيت.

الصمت العربى القاتل والفيتو الروسى-الصينى يصبان فى خانة واحدة هى خانة حماية نظام ديكتاتورى شمولى قمعى كنظام الأسد المنهار، وعلاوة على ذلك تعمل كل من روسيا والصين على حماية آخر معقل لهما والذى لا يشترط له أن يكون عسكريًا بالضرورة، ولكن سياسيًا استراتيجيًا فى بلد كسوريا، ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية البالغة، ليكون لهما معًا موقعًا مميزًا وبأى ثمن ممكن حتى ولو كان بخسارة مصالحهما الإستراتيجية فى عدد من الدول العربية، ولكن الأهم لهما معًا هو محاولة فرملة الانهيار الكامل للنظام ليعنى ذلك لهما تواجدًا على الحدود التركية بعلاقتها المميزة بالناتو والغرب الأوربى، وعلى حدود العراق المتوج ظلمًا بتواجد غربى-إيرانى يعد كانفصام شخصية تعانى التغييب، وعلى حدود كل من الأردن ولبنان بعلاقتهما التقليدية والمميزة أيضًا بالولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى علاقات كل هذه الدول "العربية" المتواطئة مع نظام شبل الأسد، قاتل شعبه، وأخيرًا على حدود إسرائيل، الحليف الإستراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية والغرب. إنها لعبة شد وجذب عالمية ومحلية والمحزن فيها أنها تقام على دماء شعب طواق للحرية وسينالها رغمًا عن أنف الجميع.

المجد لشهداء الحرية، المجد للربيع العربى الذى لن يعقبه إلا خريف الغضب.
* محاضر بجامعة ونسبروك بالنمسا .





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلام صلاح

اخوتي .......سوريا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة