بات من المؤكد أن المشروع الذى قدمه لمجلس الشعب معالى وزير الإعلام أحمد أنيس سيرغم الإعلام الرياضى على فسخ عقد الرعاية الذى سبق أن وقعه مع إبليس ورفض طوال الأشهر الماضية فسخه رغم النداءات والأحداث، لكن لا حياة لمن تنادى، وظل على تقلبه من أنس إلى أنيس، وتفاءلنا خيراً بإضافة حرف (ى) إلى الاسم فلعله "يبدل" الأحوال، لكنه ظل سائراً فى غيه وتكبره وغطرسته "يقطّع" فى خلق الله من جمهور وإداريين ولاعبين ومدربين. وزمان قالوا: "يا فرعون مين فرعنك" قال: "ملقيتش حد يردنى".
ولما انتهى من كل من حوله انشغل بنفسه، فرأينا وصلات "الغسيل والمكوى" كما سمتها بعض المواقع الرياضية. فنهشوا لحوم بعضهم بعض. وبينما مواكب جنازات ضحايا المجزرة المشؤومة لم تنفض بعد، هرع بعضهم للتراشق بالاتهامات كلٌ يلقى بذنب الضحايا فى رقبة الآخر، وسمعنا اتهامات بالتحريض، وبالفلول ويا عميل، ويا(....) آسف لن أذكرها لأنى أعيّبها فكيف أذكرها، وواصلت البرامج الرياضية انفلاتها بلا حسيب ولا رقيب، وكما كنا نقرأ فى القصص الأجنبية المترجمة، لم يتجرأ أحد أن ينطق "ببنت شفه" عن هذا الانفلات أيام أنس الفقى لأن الإعلام الرياضى وقتها كان تحت رعاية جمال بيه وعلاء بيه، فقد كانا بالتليفون: "يشيرا" على فلان فينهال الإعلام الرياضى عليه تقطيعاً وتمزيقاً بلا رحمة ولا حياء، وكيف يستحى وهى تعليمات البيه علاء؟. وقد اتخذ من القنوات الخاصة متكأ.
معالى أحمد أنيس أقر بشجاعة يوم 4 فبراير الحالى: إن الإعلام الخاص خارج سيطرة الدولة!!. وهذه فى حد ذاتها كارثة، وستؤدى إلى كارثة، وهى التى مهدت لكارثة ستاد بورسعيد، لأن هذه القنوات هى المصارف التى اتخذها إبليس وكراً لتنفيذ عقد الرعاية.
وهنا لى سؤال: من الذى أعطى الفضائيات الخاصة تصريحاً "لتبسط" بضاعتها فى سوق مدينة الإنتاج الإعلامى، وتبيع منتجها الفاسد منتهى الصلاحية، وبجرأة جعلت من مدينة الإنتاج الإعلامى مخزناً للنفايات الفضائية المحرمة دينيا وأخلاقياً ومجتمعياً وسياسياً. فكيف لا تكون للدولة سلطة عليها؟!!. والمثل الشعبى البسيط يقول:"إن غاب القط إلعب يافار". والقط هو جهاز الرقابة، ويقولون: أيضاً "من أمن العقوبة أساء الأدب".
لكن ما يدفع للتفاؤل هو ما أعلنه معالى الوزير يوم 7 فبراير: إن وزارة الإعلام تتبنى مشروع قانون جديد لتنظيم العمل الإعلامى يتضمن: إنشاء مجلس وطنى للإعلام وتنظيم البث المرئى والمسموع، لوقف فوضى الفضائيات، معترفاً بشجاعة أيضاً بوجود محاولات لإثارة الرأى العام "عبر الفضائيات التى انتشرت فى الآونة الأخيرة".
عسى أن يكون المجلس الوطنى للإعلام هو السكين التى تمزق عقد الرعاية الذى وقعه الإعلام الرياضى مع إبليس.
وعلينا أن نساعد وزارة الإعلام بالفعل وليس بالكلام بأن نقاطع الإعلام الذى يخرج عن المألوف والاحترام. وربنا يهدى الجميع والسلام على من اتبع الهدى.
حمدى نصر يكتب: الإعلام الرياضى يفسخ عقد رعاية إبليس
الجمعة، 10 فبراير 2012 12:09 م