قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن جماعات بناء الديمقراطية فى الولايات المتحدة تعتقد أن مصر بعد الثورة أكثر ارتيابا مما كانت عليه قبل الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك قبل عام.
وتشير الصحيفة إلى أن تلك الجماعات كانت تعتقد أنها يمكن أن تحصل على القبول من حكومة كانت تنظر لهم بقدر من الريبة، إلا أن خبراء الانتخابات الأمريكية واجهوا قدرا من المضايقات من الحكام الجدد فى مصر يفوق ما خاضوه إبان حكم القبضة الحديدية لمبارك.
فبعد الثورة، لا تزال الحكومة تقول إن المنظمات الأمريكية غير الحكومية تقوض السيادة المصرية وتعمل خارج القانون، حتى أن بعض المسئولين قال إن تلك المنظمات تشارك فى التخريب والتجسس وهى الاتهامات التى أنكرتها تلك المنظمات.
وتحدثت الصحيفة عن الاتهامات الموجهة إلى تسعة عشر أمريكيا فى قضية التمويل الأجنبى للمنظمات، وقالت إنه من غير الواضح كيف تنوى الحكومة المصرية محاكماتهم وأقل من نصفهم فقط موجودون فى مصر.
وتشير الصحيفة إلى أن جزءا من المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة ومصر يتحدد حول ما إذا كان ينبغى أن تكون للقاهرة سلطة اتخاذ قرار لتحديد أى المنظمات المحلية التى ستحصل على التمويل الأمريكى الخاص ببناء الديمقراطية. وقد طلبت مصر وحكومتها المؤقتة من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للمساعدة الدولية والجماعات الأمريكية المطالبة للديمقراطية بالسعى للحصول على موافقة مصر على المنح التى يقدمها الجانب الأمريكى للمنظمات المحلية التى تعمل فى هذه البرامج، وهو ما رفضته إدارة أوباما والمنظمات الأمريكية وقدمت الولايات المتحدة المنح للجماعات دون السعى للحصول على موافقة القاهرة وهو ما أغضب قادتها.
ويصر المسئولون فى مصر على أن كلمة المنظمات غير الحكومية تسمية خاطئة على اعتبار أن تمويلها يأتى من الكونجرس الأمريكى.
وبالفعل تحصل منظمات المعهد الجمهورى والمعهد الديمقراطى ومؤسسة فريدوم هاوس على قدر من تمويلها من الحكومة الأمريكية ومؤسسات التنمية الدولية الأخرى، حسبما تقول الصحيفة، فمثلا فريدوم هاوس تحصل على أكثر من 80% من تمويلها من الحكومة الأمريكية لكنها تحصل أيضا على منح من المؤسسات الأمريكية ومن حكومة هولندا.
ويقول شارلز دون، مدير برامج الشرق الأوسط فى مؤسسة فريدوم هاوس التى تعد واحدة من المنظمات المنسوب إليها اتهامات فى مصر أنه لا يوجد ربيع عربى حقيقى بالنسبة للولايات المتحدة.
وعلى الرغم من التهديدات فى الكونجرس بقطع المعونة، إلا أن عدم تنفيذها يعكس نفوذ جماعات الضغط التابعة لمصر والمخاوف الأمريكية من معاقبة حليف قوى لها فى المنطقة. ويقول إليوت إبرامز، المسئول فى إدارة جورج بوش السابقة والباحث الآن بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية قوله ربما تكون واشنطن أعلمت الجيش المصرى أن تلك التهديدات بقطع المعونة لم تكن خطيرة. لكن تلك التهديدات تمثل إمكانية حقيقية الآن وهم فى المجلس العسكرى لا يدركون ذلك.
من ناحية أخرى، نشرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية مقالا لشريف منصور من مؤسسة فريدوم هاوس، وهو أحد من وردت أسمائهم فى لائحة الاتهام الخاصة بقضية التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى، اتهم فيه الحكام العسكريون فى مصر بأنهم مخادعون، وقال إنه بعد الأحداث التى وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية ومع استهداف المنظمات والمواطنين الأمريكيين رغم مليارات الدولارات التى تقدمها الولايات المتحدة كمساعدات لمصر، فإن الكرة الآن فى ملعب أمريكا.
وحان الوقت لكى توضح واشنطن للجيش المصرى أن الكونجرس والبيت الأبيض ستوقفان دعم القمع فى مصر بأموال دافعى الضرائب الأمريكيين.
ويرى منصور، الذى أصبح هاربا الآن بحكم القانون المصرى أن النفوذ سيكون بلا فائدة ما لم يختار المرء أن يستخدمه. لكن الأكثر أهمية، أن الوقت قد حان لاتخاذ وقفة معنوية. فالمجلس العسكرى يعتقد أنه يمكن أن يفلت من العقاب ويحافظ على ما يأخذه من أموال الأمريكيين.
بعد زلزال "المنظمات".. وول ستريت جورنال: جماعات الديمقراطية الأمريكية ترى مصر بعد الثورة أكثر ارتيابا عما قبلها.. ومسئول بفريدم هاوس يصف المجلس العسكرى بالمخادع.. ويقول: الكرة الآن فى ملعب أمريكا
الجمعة، 10 فبراير 2012 11:46 ص