وكان أحد أفراد الأمن يتجول بالمنطقة لتفقد الحالة الأمنية داخل المساجد الأثرية فاكتشف وجود ثلاثة لصوص يحملون عدة أجولة بداخلها أربعة مشكاوات الأثرية بعد أن نجحوا فى فكها وتعبئتها وحاولوا الخروج بها من مسجد الرفاعى، لكن الأمن أجهض المحاولة.
"اليوم السابع" التقى العاملين بمسجد الرفاعى الذين حكوا تفاصيل محاولة السرقة منذ البداية، وقال رجب جابر شحاته "49 عاما"، مسئول العهدة بالمسجد أن الواقعة بدأت عند خروجه بالمصادفة من غرفته الخاصة الموجودة فى "الحوش السماوى" بالمسجد قبل الفجر، ولاحظ وجود شخصين يقفان أمام الباب الخلفى للمسجد فتوجه إليهم لسؤالهم عن سبب انتظارهم أمام المسجد فى وقت متأخر فهربوا قبل أن يسألهم ووجد قفل الباب قد تم كسر، فشك فى الأمر وأسرع إلى داخل المسجد ليجد قفل باب المسجد أيضا مكسور، مما دفعه للاستغاثة بأهل المنطقة المجاورة، موضحا أنه تخوف من دخول المسجد بمفرده لأنه قد يكون هناك أفراد مسلحون، فأبلغوا الشرطة.
ويضيف رجب لـ"اليوم السابع": "عقب دخولى مع الشرطة وأهالى المنطقة المسجد وجدنا 4 مشكاوات أثرية على الأرض وبجانبهم "جوالين"، كانا مجهزين للتعبئة ولكن لم يستطيعوا وفروا هاربين قبل أن نتمكن من القبض عليهم"، موضحا أن بسبب هذه الواقعة لن يفتح المسجد فى صلاة الفجر تخوفا من حدوث أى محاولات سرقة أخرى، وأن المسجد يحتاج إلى المزيد من الحراسة خاصة أنه منطقة شعبية بها الكثير من اللصوص والبلطجية والخارجين عن القانون.
هانى صلاح مفتش أثار بالمسجد قال إنه علم بالواقعة عند مجيئه إلى العمل فى صباح السبت، مؤكدا ضرورة وجود تأمين شرطى كامل لهذه المنطقة الأثرية التى تضم مسجدى الرفاعى والسلطان حسن وغيرهما من المساجد الأثرية، على مدار 24 ساعة، خاصة فى عدم وجود إجراءات احترازية لمنع مثل هذه الجرائم، موضحا أنه لا توجد كاميرات مراقبة على المسجد أو داخله، ولا توجد أى تقنيات تكنولوجية لحماية المقتنيات الأثرية وهو ما نعانى منه قبل وبعد الثورة.
ويقول هشام غريب مأمور قسم شرطة سياحة الآثار بالمنطقة أنه لم يعلم بالواقعة إلا صباح اليوم الثانى، وأنه لم يتم تبليغه رسميا إلا فى الساعة الرابعة عصرا، موضحا أنه تم عمل مذكرة بالواقعة تحمل رقم 2" أحوال قسم شرطة الآثار".
وأشار غريب إلى أن تأمين المسجد ينتهى عند الساعة الخامسة، موضحا أنه يوجد حوالى 4 خفراء بالليل لحماية المنطقة وهو عدد قليل ولا يتناسب مع أهمية المكان، لذلك لابد من وضع خطة جديدة للتأمين يشارك فيها الأمن العام وشرطة الآثار والأوقاف كذلك يجب على الأثار تعزيز الحراس لحماية المقتنيات الأثرية، مضيفا أنه يتم القبض على أى أحد من اللصوص حتى الآن.
من جانبه قال محسن السيد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، أن المقتنيات بمسجد الرفاعى أثرية، موضحا أن المسجد يفتح للصلاة طول الوقت ولا يمكن للآثار إغلاقه حتى فى صلاة الفجر، وهو ما دفع وزارة الآثار لتكثيف الحراسة عليه، موضحا أن الوزارة شكلت لجنة برئاسته لبحث سبل تأمين وتطوير المساجد الأثرية مع وزارة الآثار، ستبدأ عملها الأسبوع المقبل، وستعمل على وضع خطة جديدة لتأمين كل المساجد التابعة للأوقاف، موضحا أن الوزارة اتخذت قرار بزيادة عدد أفراد الحراسة المكلفين بحماية المساجد الأثرية التابعة لقطاع الأثار الإسلامية والقبطية طوال اليوم.
















