قال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس المصرية العامة للكتاب، إن "الهيئة" اتفقت مع دار "الجنوبى" التونسية للنشر، على أن تقوم بطباعة الأعمال الكاملة للكاتب والمفكر التونسى الراحل محمود المسعدى (1911-2005)، مشيرًا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن الهيئة اتفقت مع "الجنوبى" على أن تقوم باختيار أعمال لتعيد "الهيئة" نشر فى مصر.
ولد "المسعدى" فى قرية تازركة بولاية نابل بتونس، وبدأ تعليمه فى كتّاب القرية حيث أتم حفظ القرآن قبل أن يبدأ مرحلة التعليم الابتدائى فى قربة.. ثم أتم الدراسة الثانوية فى المعهد الصادقى عام 1933. وفى العام نفسه، التحق بكلية الآداب بجامعة السوربون ليدرس اللغة العربية وآدابها.. وتخرج فيها عام 1936، وشرع فى إعداد رسالته الأولى "مدرسة أبى نواس الشعرية"، ورسالته الثانية حول "الإيقاع فى السجع العربى"، إلا أن الحرب العالمية الثانية قد حالت دون إتمامها.. ونشرت الثانية، لاحقاً، بالعربية والفرنسية.
وقام "المسعدى" بالتدريس الجامعى فى كل من تونس وفرنسا، وإلى جانب التدريس الجامعى، انخرط المسعدى فى السياسة، حيث تولى مسئولية شئون التعليم فى حركة الاستقلال الوطنى التى التحق بها مناضلا ضد الاستعمار الفرنسى، كما لعب دورا قياديا فى العمل النقابى للمعلمين.
وبعد الاستقلال عام 1956، تولى "المسعدى" وزارة التربية القومية، وحيث أسس الجامعة التونسية. وقبلها، كان قد تمكن من إقرار مجانية التعليم لكل طفل تونسى. وفى 1976، تولى المسعدى وزارة الشئون الثقافية. قبل أن ينهى حياته السياسية كرئيس مجلس النواب وبالإضافة إلى تلك المسئوليات، كان للكاتب نشاط وافر فى منظمتى اليونسكو والأليكسو ومجمع اللغة العربية فى الأردن.. وكذلك أشرف على مجلة "المباحث" عام 1944، ثم على مجلة "الحياة الثقافية" عام 1975.
وكتب "المسعدى" أعماله الهامة بين العامين 1939 و1947. وتكشف هذه الأعمال عن التأثير القرآن على تكوينه الفكرى والعقائدى وعلى أسلوبه.. كما تنم أعماله عن إحاطته بأعمال المفكرين المسلمين فى مختلف العصور، وبالأدب العربى القديم التى بدأ اهتمامه بها منذ مرحلة دراسته الثانوية، بالإضافة إلى اطلاعه الواسع العميق على الآداب الفرنسية خاصة والغربية عامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة