"أنا مش فاهم حاجة" لافتة تشعل النقاش فى التحرير حول جدوى العصيان المدنى بـ "جمعة الرحيل".. ومنصة واحدة و58 سيارة إسعاف.. واشتعال 3 أنابيب غاز يثير الذعر

الجمعة، 10 فبراير 2012 04:27 م

جانب من ميدان التحرير

كتب أمين صالح وإيمان على على حسان ومحمود عبد الغنى وهانى الحوتى - تصوير محمد إبراهيم

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أنا مش فاهم حاجة.. مين صح ومين غلط.. مواطن مصرى".. هذه اللافتة لخصت لسان حال الملايين من المواطنين الذين انقسموا حول الدعوة إلى العصيان المدنى المقرر أن يبدأ غدا السبت، بينما شارك المئات فى جمعة "الرحيل"، بميدان التحرير، التى دعا إليها عدد من القوى والحركات السياسية للمطالبة بسرعة فتح باب الترشح للرئاسة والمطالبة برحيل المجلس العسكرى عن إدارة البلاد، وعودة الجيش إلى ثكناته.

ودارت الحلقات النقاشية بين المتظاهرين حول جدوى العصيان المدنى من عدمه، فبرز عدد من مؤيدى الإضراب حتى يتم الضغط على المجلس العسكرى لنقل السلطة للمدنيين ومحاكمة مبارك ورموز النظام السابق محاكمة عادلة.

وقد شهد ميدان التحرير صباح اليوم حالة من الذعر والخوف بعد ما اشتعلت 3 أنابيب بوتاجاز لأحد الباعة الجائلين، وقام المعتصمون بإيقاف السيارات ليحصلوا منها على طفايات الحريق والسيطرة عليها قبل انفجارها.

وقام المعتصمون بتأسيس المنصة الوحيدة المجاورة للجامعة الأمريكية من أجل إلقاء خطبة الجمعة من أعلاها، كما انتشر الباعة الجائلون فى مختلف أرجاء الميدان، وتواجدت 8 سيارات إسعاف عند مدخل مسجد عمر مكرم، وقام عمال النظافة بتنظيف الميدان.

فى الوقت نفسه شهد محيط وزارة الداخلية هدوءا تاما فى ظل عدم وجود أى متظاهرين، كما انتظمت حركة المرور بشكل طبيعى على الرغم من اختفاء اللجان الشعبية المسئولة عن تنظيم حركة المرور.

وتواجدت سيارات الإسعاف بكثافة، حيث استعدت 20 سيارة بميدان عبد المنعم رياض، و38 أخرى بميدان سيمون بوليفار.

وأكد أحد المسعفين على تواجدهم اليوم بشكل مكثف بعد إعلان الحركات والائتلافات الثورية تنظيم مسيرات متعددة تتجه لوزارة الدفاع، مشيرا إلى تواجد العديد من سيارات الإسعاف بميدان العباسية، تحسبا لوقوع أى اشتباكات، مضيفا أن مجموع السيارات الموجودة بالتحرير 58 سيارة.

وأكد الشيخ "جمعة على" فى خطبته اليوم، الجمعة، بميدان التحرير، أن الثورة المصرية أمانة حملها المصريون للمجلس العسكرى، إلا أن المجلس خدع المصريين، ولم يقم بتنفيذ مطالب وأهداف الثورة، وانكشفت خيانته حينما وضع "مبارك" فى المستشفى ورموز النظام السابق فى سجن طره، وحاكمهم محاكمة هزلية لا بهدف العدالة، وإنما بهدف تهدئة الرأى العام، مشيرا إلى أنه كان على المجلس السعى لمحاكمة مبارك وأعوانه محاكمة عادلة ويحقق القصاص للشهداء.

وشدد جمعة، على أنه لن يسمح لأحد للوقيعة بين الجيش والشعب، وأن ما يحدث من سياسات المجلس العسكرى الخاطئة فى إدارة البلاد تخص المجلس وحده وليس الجيش المصرى.

وعقب انتهاء صلاة الجمعة، أدى الشيخ جمعة على صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وهتف "يسقط يسقط حكم العسكر، الشعب يريد تطهير البلاد، الشعب يريد إقالة النائب العام"، وردد المصلون خلفه هذه الهتافات.

وانتقد الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، التباطؤ فى تحقيق مطالب الثورة ومحاكمة رموز النظام السابق، قائلا "الرئيس المخلوع يتم نقله بطائرة تكلف الدولة نصف مليون جنيه تقريبا وأنصاره فى الخارج يعبثون بأمن الوطن دون رادع".

ووصف شاهين أداء البرلمان بأنه غير مبشر رغم عدم مرور الكثير على انعقاده، وأشار إلى ضرورة الاستماع إلى أصوات الأقلية داخل البرلمان وعدم سيطرة الأغلبية عليه، لافتا إلى أنه حال طرح الأقلية رأيا سليما، يجب أن يرفع الجميع له الرؤوس، منتقدا الإصرار على استكمال انتخابات مجلس الشورى رغم الإقبال الضعيف من قبل الناخبين، مؤكدا على عدم وجود جدوى من إجرائها، لافتا إلى أنه كان من الأجدر التعجيل بانتخابات الرئاسة.