مهندس على درويش يكتب: أحداث المنصة درس للعسكر

الأربعاء، 01 فبراير 2012 10:11 م
مهندس على درويش يكتب: أحداث المنصة درس للعسكر منصة الإخوان - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نزل إلى ميدان التحرير ليحتفل بمعجزة زوال طاغية حكم البلاد بالحديد والنار، وامتهن كرامة الإنسان المصرى، وبدد ثروات الوطن، واستعذب التبعية المهينة للأمريكان والصهاينة، إنه شاب بسيط ليس له توجه، يذوب قلبه عشقاً لوطنه، اقترب من منصة الإخوان ليردد الأناشيد الوطنية "الله أكبر باسم الله باسم الله"، وغيرها من أغانى الثورة التى تهز الوجدان "يا بلادى يا بلادى أنا بحبك يا بلادى".

مرت أمام عينيه صور الشهداء، فازداد نحيبه، تذكر أيام الثورة، نظر تحت أقدامه، هنا سقط شهيد، وهناك كان يحمل مصاباً، يندفع به نحو المستشفى الميدانى، هنا كان هجوم الجمال والخيول، وهناك تساقطت كرات النار فوق الثوار، فى هذا الميدان كان يتقاسم رغيف الخبز وعلبة الكشرى مع زملائه الذين لا يعرف أسماءهم، ملايين شتتهم الاستبداد، وجمعهم عشق الوطن.

صافحنى الشاب الطيب، وهم بالانصراف، وإذا بالصورة تتغير فجأة، وإذا بمئات الشباب يندفعون نحو منصة الإخوان يرفعون الأحذية، ويقذفونهم بالطوب والحجارة وزجاجات المياه، كان الشاب مذهولاً مما يحدث، غير مصدق ما تراه عينيه، لماذا يهاجمون الإخوان بهذه البشاعة التى تفوق الهجوم على بلطجية النظام السابق، كان يتعجب من هؤلاء الذين يهاجمون فكرة إقصاء الآخر، ويمارسون ذلك بعدوانية، ويناضلون باسم الحرية والديمقراطية، ولا يطبقونها على الإطلاق، كان الشاب يسأل عن ذنب هؤلاء الذين بذلوا أرواحهم من قبل لإنجاح الثورة، وقدموا الشهداء فى موقعة الجمل، دفاعاً عن الميدان، ولم يتشدقوا بذلك، ولم يتحدثوا مطلقاً باسم الثورة إلا من خلال لجنة شاركتهم فيها كل التيارات، كان الشاب يسأل ولا يجيبه أحد إلا بإشارات بذيئة فقد ظنوه من شباب الإخوان.

كان الشاب مرعوباً من وقوع مجزرة لا يحمد عقباها، ازداد بكاؤه تأثراً بما يحدث لشباب الإخوان ومن الرقى الذى تعاملوا به مع هذه الإساءة، فقد كانوا يرددون "فصبر جميل"، ويتبادلون قصاصات من الورق، يحثون بعضهم البعض على ذكر الله والدعاء وامتلاك النفس، فليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب، وهو الدرس الذى يجب أن يتعلمه العسكر فى كيفية احتواء مثل هذه الأحداث.

فبرغم توافد مئات الإخوان إلى الميدان حتى صاروا أغلبية كبيرة، فقد ازدادوا حلماً وصبراً وتماسكاً بما تربوا عليه فى دعوتهم، لم تكن دموع الشاب قد جفت بعد، وهو يرى استجابة الله لدعائه بحقن دماء المصريين، وكان يسألنى عما يردده الشباب فى الميدان.. فأخبرته : بأنه شعار الإخوان "الله غايتنا.. " فظل يردده معهم، ثم انصرف بعد أن ساد الهدوء تماماً، فصافح شباب الإخوان وهو يقول لهم ... إنى أحبكم فى الله".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة