أرفض بشدة الذى حدث فى ميدان التحرير من محاولة الاعتداء على منصة الإخوان فهو شىء غير مسئول وغير أخلاقى وغير ديمقراطى، فمهما كانت الاختلافات بيننا من أيديولوجيات أو أفكار أو مواقف فلابد أن لا تصل إلى حد الخلافات التى تقطع أوصال الشعب المصرى، وإلا فكيف نتكلم عن الديمقراطية والحرية التى نتشدق وننادى ونتغنى بها، ونحن لا نستطيع أن نسقط ذلك على أنفسنا.
ودعونى أتحدث بصراحة.. فأنا أرى أنه ليس كل الشعب المصرى من الثوار، وأنه ليس كل من ينزل إلى التحرير من أو يؤيد الثوار.. وأنه ليس كل الثوار من الفاهمين، وأنه ليس كل الفاهمين يدركون أركان اللعبة السياسية التى يمكن أن تتعارض مع المشاعر الشعبية فى الشارع، والتى أحياناً لا تصب فى المصلحة العامة فعلى سبيل المثال لا الحصر.. ما الذى سوف يتحقق من الاصطدام بالجيش؟.. وهل كسرنا للشرطة يعنى بالضرورة أننا سوف نكسر الجيش مع الفارق فى كل الجوانب؟، فالجيش جيشنا والاصطدام به لا يحقق ربحاً لأى طرف، بل الخاسر الوحيد هو مصر، وبه سوف تهدم ثورتنا، وهو ما يحاول أن يحققه بكل قوته الضاربة أطراف كثيرة أولها أركان الحزب البائد، وفلول أمن الدولة، وآخرون داخلياً وخارجياً.
كما أن هناك أطرافاً كثيرة أدمنت وجود عدواً مباشراً لها فبدلت الإخوان بالحزب الوطنى، وليس هناك مقارنة فالإخوان هم تيار من تيارات الإصلاح فى المجتمع، والتى كانت وما زالت لها رصيد كبير فى الشارع والتاريخ السياسى المصرى، فهم أناس صنعوا تاريخاً طوال ثمانين عاماً، ومازالوا يعملون لصالح الشعب المصرى– حتى لو كان من منظورهم هم- بالرغم من تعرضهم لمحن وضغوط كانت من السهل أن تقضى عليهم، ولكنهم صمدوا واستمروا ولم يغيروا من منهجهم وهو السلمية، فهم قدموا تضحيات كبيرة مثلما قدم الآخرون من ليبراليين واشتراكيين وعلمانيين وغير مسيسين فى فترات مختلفة من تاريخ مصر، فمن غير المنطقى أن ننسى مثلاً البرادعى أو عبد المنعم أبوالفتوح أو إبراهيم عيسى أو عبد الحليم قنديل أو جورج إسحق، فتاريخ مصر يصنعه كل أبناء مصر، وليس حكراً على حزب أو حركة بعينها.
كما أن الإخوان ليس ذنبهم أن حصلوا على الأغلبية من انتخابات حرة ديمقراطية لم نر انتخابات مثلها على مدار تاريخ مصر كله، وبالرغم من ذلك فهم أرادوا التوافق، والمشاركة مع الجميع فى كل المناصب وكل اللجان، ولم يستأثروا بشىء، وإن فعلوا لكان من حقهم.
لقد شارك ويشارك الجميع من إخوان وليبراليين واشتراكيين وعلمانيين وغير مسيسين فى صنع وصناعة مستقبل مصر، ولا نريد إقصاءً من أحد لغيره، فكما انتقدنا الإخوان على محاولة إقصائهم لغيرهم فلا نرضى أن نقصى أحد الإخوان ولا غيرهم، ولابد من تكاتف الجميع، وأن لا ننساق إلى دعوات التقطيع فى أوصال الثورة، فنحن مازلنا فى بداية الطريق، ومن يظن غير ذلك فهو واهٍ، ولابد أن نعى إلى النعرات التحريضية، والتى تكررها وسائل الإعلام الفاسدة فى مصر، والتى تنتمى إلى الحزب البائد بكل وجوهه وأبواقه المختلفة؛ لأنهم يريدون أن يوقعوا العداوة بيننا.
منصة الإخوان فى ميدان التحرير - صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد المنعم البساوى
عين العقل
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
المنصه