محمد مسعد البرديسى يكتب : هيا نزرع الحـب‎

الأربعاء، 01 فبراير 2012 12:26 م
محمد مسعد البرديسى يكتب : هيا نزرع الحـب‎ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب هذه الكلمة السحرية البالغة البعيدة عن التكلف، الغائبة عن الكثيرين شاهد الأطفال الذين يتعرضون للقهر أو للإضعاف أو للتخويف أو الضرب يعمدون إلى الحصول على القوة من خلال الانتقام، إنهم سوف يوجهون الأذى للآخرين لأنهم يحسون بالألم وسوف يمارسون كل نشاط يؤدى إلى إيذاء الآخرين أتعلم لم؟؟!

هل لاحـظت الانتقام عند طفل الثانية؟ إنه يحدث من خلال بصقه الطعام وقلبه الأطباق بيده، وهل لاحظت الانتقام فى سن السادسة عشر؟؟ إنه يكون بتعاطى المخدرات والرسوب فى الامتحانات والانتحار،
شاهد الأطفال عندما يمارسون معارك القوة وسلوكيات الانتقام فإنهم يفعلون ذلك لانهم عاجزون ولا يجدون أسلوبا إيجابيا أتعلم لما؟؟!

هل فكرت مرة أن تقف عند الآية القرآنية الكريمة ( أَلَمْ تَرَ‌ كَيْفَ ضَرَ‌بَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَ‌ةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْ‌عُهَا فِى السَّمَاءِ ﴿٢٤﴾ سورة ابراهيم ـ ففى الوقت الذى قرأت فيه القرآن مرات عديدة، ولطالما عدت للقراءة مرة.. بعد مرة تكتشف كأنك لم تسترع انتباهك..!!

إنها كلمة الحب، والآية لا تقصد الحب وكفى طبعا، بل كل كلمة طيبة صادقة تخرج من شغاف القلب، لنجعل الحب هو الكلمة الطيبة التى نقصدها ونعنيها فى مقالنا ألا يستحقها أبناؤك، ثم محبوك أو ما يلى الأبناء فى الدرجة والمكانة، فلما لا ترددها لهم ليل.. نهـار.. فاعلم أنه أحق بسماعها هم أطفالك، تأكد أنه سيغيب عنهم الانتقام والعنف والعناد أو التمرد طالما ألفوا الكلمة كلمة الحب، مثل حوض السمك وحوض الزرع فى المنزل.

لكن فاحذر أن ترددها بشكل اصطناعى كما يصرح بذلك الدكتور أحمد أبوالعزائم فيقول:
"قد تحس بأنك تعيش فى جو صناعى غير آمن فإن استعمال كلمات الحب بمعنى محيط مثل "يا حبيبى هأذيك" سوف تجعل طفلك غير مرتاح لكلمات الحب ولن يكون قادرا على استخدام هذه الكلمات براحة فى مستقبله.. كثير من الأسر لا تتواصل مع أبنائها بهذه الكلمات أو بمشاعر الحب أو يستخدمونها بطريقة مدمرة.. أو الذين يترددون على عيادات الطب النفسى غالبا لا يسمعون هذه الكلمات من أسرهم.

إنه من الخطأ الربط بين كلمات الحب والقدرة الكلامية على الأداء (أنا بحبك ولازم تنجح) أو (حبى لك سوف يزيد لو نجحت) إن مثل هذه الكلمات قد تعنى العكس أن كلمة أنا بحبك لطفلك يجب أن توجه بأسلوب تجعل طفلك يقول لك "وأنا بحبك قوى يا بابا كمان".. انتهى كلام الدكتور..

نعم فلا تستشعر السخف وأنت ترددها، كما لا تنتظر مقابلا من ولدك لقاء هذه الكلمة، لانه لو تبادر لنفسك لحظة بأنك تنتظر المقابل فاعلم أنه سينتقل هذا الإحساس تلقائيا لابنك، دون ما تشعر لأنه سيكون قد افتقد منك الصدق فى الإحساس وأنت تقولها له أول مرة، وبالتالى فلن تجد صداها من استماع للنصيحة أو أداء ممتاز لما تريده من ولدك.. فازرع الحب إذن فى أسرتك فورا وقم على سقيه والاعتناء به كل لحظة وستكتشف مع الوقت الشجرة الطيبة والتى تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها، كما قال الله فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة