قال الكاتب البريطانى روبرت فيسك، إن الرئيس السورى بشار الأسد يتمسك بالسلطة، رغم النمو البطىء فى الحرب الأهلية، فيما يجعل سوريا تواجه اللحظة الأكثر خطورة فى تاريخها فى فترة ما بعد الاستقلال. وتساءل فيسك فى مقاله اليوم بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، عن شكل الدولة التى ستحكم فى دمشق إذا نجا الأسد من محاولات إسقاطه.
ويرى الكاتب البريطانى أنه رغم ما تقوم به الجامعة العربية والمجتمع الدولى من محاولات لرحيل نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الأخير وحزب البعث القديم لا يتزحزحان، والعرب وحدهم غير مندهشين من ذلك، فسوريا، مخلوق صعب، كما يصفها فيسك، وحكامها من بين أكثر الحكام عنداً فى الشرق الأوسط، والنظام السورى لم يواجه موقفا مثل هذا من قبل، فالانتفاضة التى شهدتها حماه عام 1982 راح ضحيتها ما بين 10 إلى 20 ألف شخص، بعدما قام الرئيس السابق حافظ الأسد بقمعها بعنف، إلا أن طبيعة التمرد الذى تواجهه سوريا اليوم والانشقاقات عن الجيش وخسارة تأييد كل العرب، فيما عدا لبنان بالطبع، والتنامى البطىء فى الحرب الأهلية يجعل سوريا الآن فى مواجهة اللحظة الأكثر خطورة فى تاريخها بعد الاستقلال.
ويشير الكاتب إلى أن ثلاثة أطراف يمكن أن تؤدى إلى نجاة الأسد، الطرف الأول هو روسيا، حيث يصر بوتين وميدفيدف على ألا يتم حصارهما من جانب الغرب فى الأمم المتحدة، مثلما حدث وفشلوا فى الاعتراض على فرض حظر الطيران على ليبيا، وإيران التى تؤيد حكم العلويين الشيعة، وكذلك إسرائيل التى تخشى أن يحل محل الأسد نظام أكثر عندا.
من ناحية أخرى، يعتقد فيسك أن سوريا، رغم ذلك، تمثل رمزاً، ففى عيون العرب، تتحدى وحدها الغرب برفض السلام غير العادل فى الشرق الأوسط، ورفضت وحدها عرض أنور السادات للسلام مع إسرائيل، وأدارت ظهرها لياسر عرفات بعد موافقته على السلام مع الدولة العبرية، وتاريخيا، تحدت سوريا وحدها الاحتلال الفرنسى فى العام 1920 وأيضا فى عام 1946 حتى احترق برلمان دمشق فوق رؤوس المدافعين عنه.
وختم فيسك مقاله بالقول، إن المعركة من أجل النجاة شىء بشع، ولايزال بشار الأسد، على ما يبدو، معتقداً أن بإمكانه أن يضغط من خلال مجموعة الإصلاحات المقترحة قبل أن تفكك سوريا، لكن لا أحد خارج سوريا يعتقد أن هذا الأمر سينجح، ويظل هناك سؤال لم يطرحه أحد، وهو فى حال نجاة النظام، ماذا سيكون شكل سوريا التى سيحكمها هذا النظام؟.
فيسك: سوريا تواجه اللحظة الأكثر خطورة فى مرحلة ما بعد الاستقلال
الأربعاء، 01 فبراير 2012 02:16 م
الكاتب البريطانى روبرت فيسك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة