فورين أفيرز: إيران قد تلجأ للقاعدة للرد على أى ضربة عسكرية ضدها

قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية، إن إيران ربما تلجأ إلى تنظيم القاعدة، الذى سمحت لبعض أعضائه بالتواجد فى أراضيها على مدار العقد الماضى، للرد على أى ضربة عسكرية محتملة توجه لها من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل.

وأضافت الدورية أن إيران تبدو مستعدة لتوسيع علاقاتها المحدودة مع تنظيم القاعدة من أجل تحقيق هذا الهدف. وأشارت إلى أن القاعدة ليست دمية إيرانية بالتأكيد، بل إن الطرفين كانا أعداء فى بعض الأحيان، خاصة بعدما قامت القاعدة بهجمات ضد الشيعة فى العراق، إلا أن كليهما يجمعهما أمر مشترك، وهو كراهية الولايات المتحدة. ولذلك ينبغى على صناع القرار الأمريكيين أن يفكروا جيداً بشأن مدى توثيق العلاقة بينهما، وأن يركزوا بشكل أكبر على تعاون إيران مع القاعدة، وهو غير مقبول حتى ولو كان محدوداً.

وتتابع فورين أفيرز قائلة: إن تنظيم القاعدة تعرض فى السنوات الأخيرة الماضية لضربات فى العراق واليمن وباكستان وشمال أفريقا ومنطقة القرن الأفريقى، وقد أدت ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار فى باكستان إلى إضعاف قيادة القاعدة هناك دون القضاء عليها نهائيا. لكن ظلت بؤرة التنظيم فى إيران دون أن تُمس على مدار العام الماضى. وهى البؤرة التى تشكلت بعد انهيار نظام طالبان عام 2001 واختيار عدد من قادة القاعدة التوجه إلى الغرب وكانت إيران مستعدة لقبولهم.

وتشير المجلة إلى أن إيران تمثل بطرق كثيرة مكانا أكثر أمنا يمكن أن يعمل من خلاله عملاء القاعدة. فالولايات المتحدة استهدفت التنظيم فى اليمن وباكستان والعراق، لكن وصولها كان محدوداً فى إيران.

وتوضح الصحيفة الأمريكية، أن إيران قد ترد على أى هجوم ضد منشآتها النووية باستهداف الولايات المتحدة أو حلفائها عن طريق وكلائها فى العراق وأفغانستان ودول أخرى. وربما يزيد نظام طهران من الدعم اللوجيستى الذى يقدمه للقاعدة بتزويده بالأموال والسلاح والسكن ووثائق الإقامة، وهو ما يحدث بالفعل حاليا فى بعض الأحيان. وفى سيناريو أسوأ، ربما تسمح إيران لمسئولى القاعدة فيها بالذهاب إلى باكستان لإعادة بناء قيادة الجماعة هناك أو فتح حدودها لمزيد من عملاء القاعدة، أو ربما تدعم إيران هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها وإن كان النظام فيها سيحاول إخفاء دوره فى أى مخطط. والاستراتيجية الأكثر احتمالا، كما تقول المجلة، والتى تستند إلى نهج إيران الحذر، ستكون زيادة تدريجية فى دعم القاعدة رداً على التصرفات الأمريكية معها.