تشتد وتيرة الطقس السياسى حدة فى تلك الأيام فى كافة الدول العربية وفى مصر تحديدا، نظرا لتغير وتبدل الأحوال التى انقلبت معها الموازين رأسا على عقب.. فما كان ممنوعا بالأمس أصبح مباحا اليوم.. ومن كان مستعليا مستكبرا فى الأرض أصبح اليوم ذليلا منكسرا..
وتقلبات الطقس السياسى أشد خطرا من تقلبات الطقس الجوى، فالطقس السياسى قد يفاجئك ببرده القارس ثم لا يلبث أن يتحول إلى لهيب محرق..
يفاجئك الطقس السياسى بأحواله المتقلبة التى لا تثبت على حال ولا يستطيع كائن من كان أن يتنبأ به أو يتوقع ما سيحدث، لأن الحسابات اختلفت والمعايير اختلت بشكل يستحيل القياس عليه فى فترة انتقالية لا تتصف بالثبات أو الديمومة..
وقد يجبرك هذا الطقس السيئ على أن تؤجل كل ما تريد عمله أو تتنازل عن بعض أهدافك لأنك تفتقد بهذا المناخ السيئ للرؤية الصحيحة التى تستطيع بها أن تحدد مستقبلك.
هذا الطقس السيئ ربما طالت معه ساعات الليل وتقلصت فيه ساعات النهار فخرجت الحيات والعقارب من جحورها والذئاب من أوكارها لتعيث فى الأرض فسادا.
وفى هذا الطقس السياسى المتقلب قد تصاب بنزلة اكتئابية حادة جراء هذا المناخ السيئ الذى يحمل فى هوائه الجراثيم والميكروبات، الأمر الذى قد يدفعك إلى أن تلزم بيتك مخافة تعرضك لأمطار رعدية غزيرة أو سيل عارم ينحرف بك عما تريد الوصول إليه.
وربما ما يعانيه معظمنا من كآبة هى درجة من درجات النزلة الاكتئابية الحادة، التى انتشرت فى هذا المناخ المتقلب الذى اختلطت فيه رياحه الطيبة ونسيمه العليل مع رياح خبيثة تريد أن تجتث أحلامنا، وتدمر مستقبلنا.
إننا نعلم جميعا وندرك إلى درجة اليقين التام أن ذلك الطقس السيئ لن يدوم طويلا، ولا يمكن أن يكون وصفا دقيقا لأحوالنا المستقبلية لأنها فترة طارئة ستزول وقتما يشاء الحكيم الخبير..
إذا فلا داعى من التخوف من المستقبل الذى يصيب الواحد منا بالاكتئاب، الأمر الذى يحتم علينا جميعا أن نقى أنفسنا أو نعالجها بمزيد من الجرعات الإيمانية التى تكل الأمر إلى خالقها.
ونثق فى أن الله لن يضيعنا ونتيقن بأن تلك الرياح الخبيثة مالها من قرار وبأن تلك الحيات والعقارب والذئاب ستختفى حينما يشرق نور الحق ويبزغ فجر الحقيقة..
فأبدا لن نتنازل عن أحلامنا وآمالنا حتى لو أصابنا بعض الاكتئاب المؤقت جراء ذلك الطقس السيئ، ستتعلق بتلابيب الرحمن الرحيم الذى أبدا ما خيب ظنون عباده.. سنتقى الله فى أموالنا وأرحامنا وفى أنفسنا لأننا ندرك أن التقوى هى السبيل للخروج من الأفق الضيق إلى رحابة المتسع تصديقا لقوله تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجا"، سنرى حينها قدرة الله عز وجل فى اختفاء مظاهر الطقس السيئ لتعود بعدها مظاهر الحياة بجمالها وروعتها لينتصر الحق على الباطل ويدمغه فإذا هو زاهق.
أحداث ماسبيرو
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م ماهر مقلد
يا رب
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
عودا حميد ا .. استاذنا الفاضل .. وشكرا لليوم السابع .. وعقبال كتابات .أ . وفاء التلاوى. وج
عدد الردود 0
بواسطة:
مجمد سالم
اتاك الربيع العربى يختال فى عز وزهو منقطع النظير
عدد الردود 0
بواسطة:
د هاني أبوالفتوح
عذرا أيها الحبيب المفكر الكبير ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
مقالة رائعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
لك الله يارض الكنانه ... وانا لله وانا اليه راجعون
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
لمصلحة من كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سالم
العين تبكى والقلب يدمى وانا لله وانا له راجعون
عدد الردود 0
بواسطة:
علي
يا رب
يا رب