زارت الإعلامية السورية زينة يازجى ميدان التحرير لتصوير حلقتين من برنامجها الجديد "الشارع العربى" والذى يعرض على شاشة قناة دبى الفضائية، وتنتقل من خلاله إلى بعض العواصم العربية، واستضافت عددا من رجال السياسة من داخل ميدان التحرير وميدان عابدين وشوارع القاهرة، ولمست يازجى فى زيارتها للميدان لحظات غير تقليدية، اليوم السابع التقت الإعلامية السورية، خلال الزيارة وكان لنا معها هذا الحوار.
كيف وجدت مصر خلال زيارتك العملية الأولى بها؟
ما رأيته بميدان التحرير هى لحظة غير تقليدية ومشهد تاريخى لا يقارن إلا بما شاهدناها يوم 25 يناير 2011 الماضى، فمصر الآن مختلفة عما رايته بها من قبل.
هل ما شاهدتِه فى مصر مختلف عما تنقله الفضائيات؟
نرى مصر من خلال شاشات التلفزيون كبطل تليفزيونى صاحب صورة واحد بلا تفاصيل، لكننى عندما نزلت ميدان التحرير رأيت من يشارك فى المظاهرات عن قرب، وكذلك بائع الفول والطعمية وغيرهم من الباعة الذين لا يبالون بما يحدث حولهم، كما رأيت أشخاصا تهتف برأى على منصة وتذهب إلى منصة أخرى وتهتف بآراء أخرى.
هل ترين أن القنوات الفضائية تعاملت بحيادية مع تغطية أحداث الثورة المصرية؟
بطبيعة العمل الإعلامى، الغريب هو الخبر وكذلك القوى والحماسى، لكن بعض الفضائيات وقعت فى فخ نقل صورة أحادية، ولكن هل هذا مقصود أم لا؟، أنا لا أحب أن أتهم أحدا بدون أدلة، قد تكون وقعت فى ذلك الفخ لأن ما يحدث فى الوطن العربى ضخم وغير متوقع وطبيعى أن تنقل الفضائيات دائرة الحدث المركزية أولا، ومن الممكن أن تكون بعض الفضائيات انساقت وراء رومانسية الثورة، كما وقع شباب الثورة فيها.
هل شعرت بفرق بين ثورة تونس وثورة مصر باعتبار أن أولى حلقات برنامجك كانت من تونس؟
الصدمة بالنسبة لى كانت هى تونس لكن الحدث الجلل هو الثورة المصرية، فلم يكن أحد يستطيع أن يقدر ما يحدث فالأحداث متلاحقة ومتسارعه وصعب قراءتها.
كيف تقرءين المشهد السورى والثورة السورية؟
فى الحقيقة المشهد السورى هو الأبعد عن القدرة على القراءة، ففى مصر هناك إعلام وكنا نرى ما يحدث بعيون محترفين وإعلاميين أما فى سوريا فنرى ما يحدث بعينين، إحداهما النظام والعين الأخرى عين الثوار وكل منهما يحمل وجهة نظره.
هل أنت مؤيدة للرئيس بشار الأسد أم ضد نظامه؟
أنا لا أؤمن بنظرية الأبيض أو الأسود هناك أطراف وعلى الأطراف أن تتحاور، ولكن فكرة أن أكون مع بالكامل أو ضد بالكامل فهذه نظرية لا أومن بها، ولكن كل ما أؤمن به هو أننى ضد القتل تمام وضد سفك الدماء.
عاصرت الرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس الحالى بشار أيهم كان عصره يتميز بحرية الإعلام؟
لم تكن هناك حرية إعلام بالمعنى المهنى فى سوريا وإنما كانت هناك محاولات جادة وحقيقية للوصول إلى إعلام سورى حر ولكن لم تنجح تلك المحاولات فى الوصول الى معنى الإعلام المهنى الحر.
هل تعتقدين ان تعدد الطوائف فى سوريا وراء تأزم المشهد السوري؟
هذه حقيقة فتعدد الطوائف فى سوريا وراء تأزم المشهد السورى لان هناك من يعزز الصراع ويعزز الحساسية بين الطوائف سواء داخل سوريا او على مستوى الوطن العربى والدولى.
بعد صعود الإخوان المسلمين والتيارات الدينية للحكم بكل الدول التى شهدت ثورات هل تتوقعين حدوث ذلك بسوريا؟
الإخوان المسلمون فى سوريا الآن يطرحون أنفسهم بشكل مختلف، ولا أحد يعلم هل هذا الشكل أصيل فى إستراتيجيتهم أم أنها مناورة؟، وهل سيتقبلون الآخر أم لا؟ كل هذه تساؤلات ليس لها إجابات عندى ولكن إذا نجحوا فى ذلك، فهذا جيد أما إذا فشلوا فهل سيتنازلون عن السلطة لمن يصلح، لا أحد يستطيع الإجابة عن تلك التساؤلات.
بعض الفنانين يؤيدون الرئيس السورى بشار لأنه من دعم الفن السورى وأعطى له مكانة كبيرة؟
الفن السورى أنجح صناعة فى سوريا، وذلك بكتابه ومخرجيه وفنانيه وطبيعى أن يقف الرئيس بشار الأسد بجوار صناعة بهذا الحجم.
ما هى الميزة والعيب فى كونك زوجة للفنان السورى عابد فهد؟
ميدان العمل بينى وبين زوجى عابد فهد متشابه، فالإعلام والفن وجهان لعملة واحدة باختلاف أدوات كل منا، وذلك ما يجعل الأمور بيننا أسهل، كل واحد منا مقدر لظروف عمل الآخر، وفى أحيان كثيرة استفاد من نجوميته، أما العيب فى أن يكون كلانا نعمل بتلك المجالات هو أن كلينا نسبة القلق والتوتر مرتفعه دائما.
زينة يازجى: قراءة مستقبل دمشق صعب.. وتعدد الطوائف وراء تأزم المشهد
الأربعاء، 01 فبراير 2012 11:50 ص