أعرب محمد عايض القحطانى، رئيس لجنة الفنانين العرب، بنقابة العاملين فى المهن الفنية لـ"اليوم السابع" عن ألمه وحزنه الشديد، على ما وصل إليه حال الفنانين العرب، وما وصفه من تخليهم عن الوقوف بجانب مصر فى أزمتها"، قائلا "مصر التى كانت دائما أماً ترعى أبناء الدول الشقيقة من هؤلاء الفنانين العرب، ولم يحفظوا جميل هذه البلدة عليهم، ولم يفكروا فى مشاركة المصريين ذكرى مرور عام على ثورة 25 يناير المجيدة التى أعادت للجميع كرامتهم، ونسو فضل مصر عليهم، وهم الفنانون العرب الذين كسبوا المال والشهرة من أرض الكنانة".
واستنكر القحطانى غياب كل من راغب علامة ونوال الزغبى ونانسى عجرم وعاصى الحلانى ووائل جسارة ورامى عايش ووائل كفورى وعبد الله الرويشد وحسين الجسمى ونبيل شعيل وسميرة سعيد وأصالة وآليسا وهيفاء وهبى ومريم فارس وكارول سماحة ووليد توفيق عن المشاركة فى ذكرى ثورة مصر العظيمة، بعد أن أرسل لبعضهم للمشاركة فى هذه الذكرى.
واستعاد القحطانى ذكرى المشهد فى الحلم العربى الذى ضم كل الفنانين مصريين وعرباً، وتوقع أن يراه خلال ذكرى الثورة فى مصر، قائلا "أليس هذا الوقت هو المناسب لإعادة هذه الصورة، أليس هذا هو الوقت المناسب الذى تحتاج فيه مصر إلى كل هؤلاء للوقوف بجانبها إن لم يكن من منطق الوحدة العربية ومؤازرة الشعب المصرى، فإنه ولابد أن يكون من منطق رد الجميل، فكم من فنانين كانوا مغموريين فى بلادهم، وأعطتهم مصر السبيل المميز للشهرة، وأطلقت لفنهم العنان لينطلق فى سماء مصر والوطن العربى فنسوا فضل مصر عليهم فكفرنا بفنهم".
ونوه القحطانى إلى الإحباط الذى أصابه بعد إلغاء مهرجان "من أجل مصر" الذى كان من المزمع انعقاده فى القاهرة خلال الفترة من 21-24 يوليو الماضى، إلى ما بعد رمضان، قائلا إن هذا المهرجان الذى لو كان تم لكان بمثابة تظاهرة فنية ضخمة تضاء فيها سماء القاهرة على مدى أربع ليال بصوت أنغام موسيقية غنائية تعيد البسمة للعاصمة المصرية، وتخرجها من أجواء التوتر الحالية، وإعادة الحياة لقطاع مهم هو السياحة بصورة تعكس استقرار الأجواء، وعودة الأمن والأمان والحياة بكافة جوانبها فى مختلف أرجاء مصر، وكان سيشارك فيه أكثر من 25 فناناً من أهم مطربى ومطربات مصر والعالم العربى.
وأوضح القحطانى إلى أن إلغاء المهرجان جاء متوافقاً مع حساباتهم الجديدة ومصالحهم الشخصية، متسائلا هل منع كارول سماحة الحضور إلى مصر انشغالها فى ألبومها الجديد "أتعودت" التى سافرت من أجل تصويره إلى باريس، وهل تنوى الحضور إلى مصر الشهر المقبل، أم أنها أيضا لن تتمكن لأنها تستعد للمشاركة فى مهرجان "ليالى فبراير" بالكويت وحسين الجسمى، وهل كان ألبوم الأطفال الجديد لنانسى عجرم أهم من مشاركتها المصريين ذكرى مرور عام على ثورة يناير، وهل سيترك راغب علامة الدويتو المشترك مع المطربة التركية أشكين نور ينجى من أجل عيون مصر، وهل سيكتفون فقط بالإعداد للأوبريت الضخم الذى سموه "سلامتك يا مصر"، وأعلنوا أنه يضم إيهاب توفيق ومدحت صالح وجنات وديانا حداد وغادة رجب وهانى شاكر وماجد المهندس ونانسى عجرم.
وطالب "القحطانى" كبار الفنانين أن يتجاوزوا مصالحهم الصغيرة بعد أن سقطت تلك النعرات الإقليمية فى الفن، فهذه الثورة لا يمكن أن نعتبرها عدوا للفنان العربى، فلا أجد فى ذهنى أى مبرر يمنع هؤلاء الفنانين من مؤازرة مصر ورد الجميل لها، فالأعمال الغنائية الكبيرة مهمة جدا فى التعبير عن الثورات، فالثورة المصرية العظيمة كانت تحمل توجها عربيا، فالثوار فى تونس الخضراء بعد أن فجروا ثورة الياسمين جاءت الثورات المصرية والليبية والسورية واليمنية، مؤكداً أن ثورة 25 يناير هى عيد لكل مواطن عربى، ولن تكتمل بدون فن والفن لا يكتمل بدون ثورة، فكل منهما مكمل للآخر، ويكفينا فخراً أن العالم العربى انتفض فى النهاية وثار على الظلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة