جاء ذلك خلال الندوة المنعقدة ظهر اليوم، الأربعاء، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، لمناقشة كتاب "أربعة شهور فى قفص الحكومة"، لحازم الببلاوى، والذى تناول فيه الفترة التى قضاها نائب رئيس الوزراء المصرى الدكتور عصام شرف ووزير المالية وأدار الندوة الدكتور أسامة الغزالى حرب.
وأشار الببلاوى إلى أنه لم يكن يتخيل يوم أنه بعد الخروج من حكومة شرف سيتجه لكتابة كتاب عنها، ولكن اضطر لذلك حتى يتعرف المصريون على الأوضاع الاقتصادية بالغة القسوة التى يمر بها الاقتصاد المصرى، موضحا أنه كانت هناك توقعات عالية وضغوط كبيرة، وكان لابد أن تختار بين الهام والعاجل، وهو اختيار فى منتهى الصعوبة.
وعن الصعوبات التى واجهته فى الوزارة قال الببلاوى، إنه من المفترض أن نعمل فى الوزارة من أجل المستقبل ولكننا كنا نعمل فى هذه الوزارة من أجل إطفاء الحرائق المشتعلة دائما فى مصر فى هذا التوقيت فى الوقت الذى نجد فيه أن لدينا عجزا فى الميزانية يصل إلى 27% عناصر هذا العجز هى الدعم الذى يمثل 33% من الميزانية ودعم الديون على الميزانية الذى يمثل 22% منها، بمعنى أنك تعمل على ميزانية عاجزة وفاقدة 55% من قوتها وفى الوقت نفسه خسرت موارد هامة وهى السياحة والاستثمار الأجنبى.
وعن مشكلة الاقتراض، أوضح نائب رئيس الوزراء السابق، أننا فى حاجة سريعة إلى السيولة والحلول التى أمامنا ضيقة للغاية، وبنك النقد الدولى يماثل البنك الدولى سياسيا، كلاهما تسيطر عليه أمريكا، كما أننا اقترضنا من بنك النقد العربى وكلاهما أيضا يبحث عن ضمانات لكى تعود إليه الأموال فى الفترة المتفق عليها، وكون أن يسأل البنك عن كيفية السداد لا يعد تدخلا فى الشئون الداخلية، لذلك يجب أن تتوقف المزايدات تماما حول هذا الموضوع.
وأضاف الببلاوى، أن الاقتصاد المصرى يقوم على أساسين هما الاقتصادى العينى، ويتمثل فى المصانع والعلاقات الخارجية وما إلى ذلك، والاقتصاد المادى الذى يمر بأزمة طاحنة، ولكن الاقتصاد العينى فى مصر بخير، وهو سبب التماسك الذى يحظى به الاقتصاد المصرى حاليا.
فيما قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، أثناء تقديمه للكاتب، إن الثورة المصرية تمر الآن بمنعطف خطير، ويجب على الجميع التكاتف لنحرج منه، مؤكدا أنه بدون إنجازات حقيقية، خاصة اقتصادية، ستتحول الثورة إلى مجرد انتفاضة سياسية فقط، حققت هدفا سياسيا دون تحول حقيقى لتاريح مصر ومجراها.
























