محمد مصلوح يكتب: دم رخيص

الأحد، 09 ديسمبر 2012 09:38 م
محمد مصلوح يكتب: دم رخيص  صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسف أنى أتحدث بحالة من اليأس أتحدث بقلمى وورقى الأبيض خلف الزوايا الغائبة الظلماء، عل ذكرياتى تحضر وتنشد تلك اللحظات الماضية بصفاء ولكنى رأيت الحزن متربعاً هائماً على قلبى والوحدة تغزو وتمتد بين الخلايا فى جسدى وبدوت أشعر بسجن يقيد عنقى ومعى وطنى ولكن فجأة عادت الحياة لقلمى حتى يكتب شيئاً من الحقيقة كنت أتساءل دوماً أحقاً أنا من يكتب هذا
المقال الذى أستعير فيه كلاما وشعرا للعم الكبير الفنان الراحل صلاح جاهين عندما قال "على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء …أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء" وأقول له آسف يا
عم صلاح يا تاج رأسى..تلك الأبيات الشعرية الرائعة أصبحت أكذوبة.. مصر
باتت تكتب تاريخا أسود بدماء أبنائها الأوفياء وشبابها الأبرياء من كل
الاتجاهات السياسية (الله يلعن أبو السياسة) التى جعلت المصرى يحارب أخاه
المصرى... نعم يحارب لأنها حقا حرب أهلية..لقد تحولنا إلى شعارات فقط
.. حب مصر ياعم جاهين أصبح بيت شعر لا أكثر ولا أقل لا أحد يريد تحمل
المسئولية..

أقسم بالله أن الجميع يكذب يرددون الشعارات ولا يفعلون بها، وفى مقدمتهم رئيس مصر.. جميعهم يقول الدم المصرى خط أحمر.. الدم المصرى حرام.. وقف نزيف الدم المصرى من أجل بناء مصر.. دم المصرى مش رخيص.. ضبط النفس.. دماء خيرة شبابنا الذكية أهم من كل الأشياء..حرمة الدم المصرى..وكلما ترددت تلك الشعارات أكثر أُريقت الدماء المصرية أكثر فعلى من تضحكون!! ومن يتحمل المسئولية أذن؟ وكيف تصمت أيها الرئيس أمام تناحر وتراشق واشتباكات عنيفة دامية تحدث بين جزء من شعبك ؟كيف لاتستطيع حقن دماء بنى وطنك؟ يا سيادة الرئيس المنتخب الشرعى وصاحب السمو الرئاسى المبهر لقد بدأت طبول الحرب الأهلية تدق، وانقسم المجتمع المصرى إلى فريقين متناحرين..المجتمع المصرى الذى لم يستطع العدو بكل أشكاله وأنواعه وجنسياته على مر التاريخ أن يدمر وحدته..هل هى عملية تصفية لشعب لا يهتم بما تقولون وتدعون من شعارات كاذبة أم هو صراع سياسى قذر بين النخبة والرئيس.. يبدو أن السادة الذين من المفترض أن يتحملوا المسئولية سواء من رئيس أو حكومة أو نخبة سياسية يجادلون فقط ولا يسعون إلى حلول.

من سيسير فى طريق التهدئة والحلول والحفاظ على دماء المصريين سأضعه تاجا على رأسى وأقول لمن يريد أن يفهم أن الثورة المصرية العظيمة، التى لم أشارك بها والتى قام بها خير أبناء مصر وكانت المواجهة فيها لأشاوس مبارك ونظامه جاءت لتحرر العقول والأفهام من معان غابرة ورثها لنا النظام البائد ولم يعد بالوسع أو بالطاقة تحمل بقائها، على رأس هذه المعانى والمفاهيم هو حرمة الدم المصرى وقيمته وعزته، ولقد قالها عرابى من قبل: " لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً " وقالها قبله عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى الموقف الشهير الذى فيه صيانة لحرمة وعرض المصريين بين عمرو بن العاص رضى الله عنه وبين القبطى الذى سافر من مصر لأمير المؤمنين بحثاً عن كرامته وعزته:" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ".

معنى العزة والكرامة وعلو قيمة المصرى ودمه الطاهر.. هو أهم ما جاءت الثورة المصرية لتؤكده وتضبطه وتوجه بوصلة التعامل معه على الشكل الصحيح.

إن الفعلة الخسيسة الرذيلة التى تحدث الآن من قتال مصريين لبعضهم،هى انتهاك لحرمة الدم المصرى التى آلمت النفوس وأدمت القلوب وجرحت المشاعر، والسؤال الذى يجعلنى أفكر كثيرا ولا أجد إجابة عليه متى يتوحد المصريون جميعاً؟ من أجل النهوض بشكل حقيقى بمصر البلد والوطن والأرض الطيبة ؟ هل الطريقة الحيوانية اللا آدمية التى نتنافس بها سياسيا هى التى ستخرج مصر من النفق المظلم ؟أريد أن من يكون فى سدة الحكم الآن لا يتعامل مع المصريين لا بالتهور ولا التوتر والتبلد يجب أن يعرف كل مسئول فى هذا البلد العظيم أنه يعمل من أجل المصريين وأن الروتين المتخلف الذى يتحكم فى كل مؤسسات الدولة يجب أن يقف عندما نتحدث عن الدم المصرى ومن طرق الإفساد فى الأرض المساعدة على نزيف الدماء المصرية الطاهرة حتى وإن كانت بدون قصد وبشكل غير مباشر.

الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسى والذى أعلن استقالته أتفق معه فى الفكرة عندما يؤكد ويفتح النار على الرئيس وجماعة الإخوان والنخب السياسية أيضاً قائلا: «لا أستطيع أن أعيش مع نظام يصمت على سقوط شهداء بعد الثورة». لن أقف عند كلمات الدكتور سيف ولكنى سأقف عند كلام خير البشر الحبيب المصطفى عندما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع وأشار رسول الرحمة للبشرية إلى الكثير من القضايا المهمة كحرمة دماء المسلمين وأموالهم إلا بحقها، وهذا يؤكد مبدأ راسخاً فى الإسلام وهو حرمة اعتداء المسلم على أخيه المسلم، سواء بالقتل أو الطعن أو الشتم، أو الإهانة وغيرها من الأمور المخلة بآداب الإسلام وتعاليمه. وفى النهاية لن أقول إلا إننى أتمنى من الله أن يحفظ مصر وشعبها.





مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

كلمة حق

كلمة حق

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عمرو

اللهم انى لا اسألك رد القضاء ولكنى اسألك اللطف فيه

ولله عندك حق كلهم مخطئون

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد سالم

الاخوان كاذبووووووووووووووووووووووووووووووووون

عدد الردود 0

بواسطة:

طه طه

انقذوا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

النونو

أحلى من الشرف مفيش ههههههههههه

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

كلام خير البشر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة