علقت مجلة "تايم" الأمريكية على تطورات الأزمة الراهنة فى مصر، وقالت إن الرئيس محمد مرسى يستطيع أن ينجح فى الموافقة على الدستور من خلال قوة جماعة الإخوان المسلمين وشعبيتها، حتى لو ظلت الاحتجاجات كما هى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مرسى بالتنازل الذى تم الإعلان عنه فى ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، حاول احتواء أكبر انتفاضة شعبية مستمرة منذ الثورة التى أطاحت بالرئيس المخلوع حسنى مبارك.
لكنها أضافت قائلة إن المضى قدما فى الاستفتاء على الدستور فى موعده المقرر السبت المقبل يثير تساؤلا عما إذا كان ما فعله مرسى سيرضى المحتجين خارج القصر الرئاسى أو ائتلاف المعارضة الواسع الذى تشكل فى الأسابيع الثلاثة الماضية، فى إشارة إلى جبهة الإنقاذ الوطنى.
وتتابع المجلة قائلة إنه على الرغم من الإصرار على الموعد المحدد للاستفتاء على الدستور، إلا أن مرسى اضطر إلى تغيير خططه جزئيا. حيث كان من المفترض أن يبدأ تصويت المصريين فى الخارج فى 8 ديسمبر الجارى، لكن تم تأجيله حتى يوم الأربعاء المقبل، وتم تفسير ذلك على أنه قد يكون خطوة نحو تأجيل للاستفتاء، لكنه قد يكون ببساطة خضوع من مرسى وحكومته للحقائق اللوجيستية للوضع. ففى ظل الحالة التى فيها مصر، فإن احتمالات إجراء الاستفتاء بين المغتربين يمكن أن تكون صعبة فى أحسن الأحوال. وكان حوالى 200 دبلوماسى مصرى قد وقعوا على بيان يهددون فيه برفض الإشراف على التصويت. وهذا التمرد الدبلوماسى، كما أسمته تايم، قد ضاع وسط الصراخ على مدار الأسبوع الماضى، وربما يكون غير مسبوق وقد يسبب حالة من التشكيك فى مصداقية العملية كلها منذ البداية.
وترى الصحيفة أنه من الناحية النظرية، حتى لو ظل عدد المتظاهرين المحتجين كما هو، فإن مرسى يستطيع تمرير الدستور من خلال قوة الإرادة والزخم وآلة الحشد الأسطورية للقاعدة الشعبية للإخوان. وعلى الرغم من الطابع العام لائتلاف المعارضة، إلا أن أعضائه لا يزالوا غير متفائلين بشان قدرتهم على هزيمة الدستور فى صناديق الاقتراع.
لكن حتى لو تم تمرير الدستور، تتابع "تايم" فإن المرارة العالقة وعدم الثقة الذى تولد من هذا الجدل يمكن أن يعود ليطارد الإخوان فى الانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى حالة إقرار الدستور.
برغم الاحتجاجات..
مجلة "تايم": مرسى يستطيع تمرير الدستور بقوة الإخوان
الأحد، 09 ديسمبر 2012 10:42 ص