عبد الرحمن يوسف

شروط الفتنة

الأحد، 09 ديسمبر 2012 08:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للفتنة ثلاثة شروط، الأول: أن يظن كل فريق أن معه الحقيقة الكاملة، وأن الطرف الآخر لا يملك أى شىء منها، فتعمى العيون والقلوب عن أى خير يحمله المعارضون، وبالتالى عن أى شر أو خطأ يرتكبه الموافقون.

وإذا طبقنا ذلك على واقعنا العملى، سنرى التيار الإسلامى يصور المعركة لأتباعه بأنها معركة بين الحق والباطل، معركة بين الإسلام والكفر، معركة بين الشريعة والخروج عليها.
وترى التيار المدنى أيضا يصور المعركة على أنها صراع صفرى، لا يقبل الحلول الوسط، وأنها معركة مع مجموعة لا تنتمى للوطن يريدون تغيير الهوية المصرية.

الشرط الثانى للفتنة: أن يظن كل طرف أن بإمكانه أن يقضى على الطرف الآخر، بمعنى أن يعتقد غالبية المتصارعين على الأرض أن إلغاء الطرف الآخر ممكن، وأن (النصر) من الممكن أن يتم بالضربة القاضية.

وإذا أسقطنا ذلك على الواقع العملى سترى تيارا مدنيا يُسَوِّقُ كثير من أفراده لما يسمى (القضاء على الإخوان)، وينسون أو يتناسون أن ذلك مستحيل، وقد حاولت أنظمة عديدة فى دول كثيرة أن تقضى عليهم، واستخدمت فى سبيل ذلك أسوأ أشكال القمع ولم ينجح الأمر.
ونرى كذلك التيار الإسلامى يتعامل مع الآخرين على أنهم من سقط المتاع، وأنهم مجرد مجموعة من الحناجر، وأنهم سيبيعون البلد ويحولونها إلى ماخور، والقضاء عليهم سهل جدا، لأنهم قلة، والشعب المصرى كله يريد الحكم الإسلامى، ويتناسى التيار الإسلامى أن مليونيات الطرف الآخر كانت زاخرة بملايين المتظاهرين، وأن مصر فيها عدة وجهات نظر فيما يسمى (تحكيم الشريعة)، حتى بين الإسلاميين أنفسهم، وأن القضاء على كل هذه الملايين مستحيل.
الشرط الثالث: أن يعتقد كل طرف من الطرفين أن الذين يقفون فى المنتصف متلونون، وأنهم يقفون مع خصمه ويتظاهرون بالحياد، وأن من ليس معى بنسبة مائة بالمائة فهو ضدى بنسبة مائة فى المائة، وبالتالى تضيع كل محاولات الصلح أو لم الشمل.
مع الوقت يتعلم الجميع أن الحق ليس حكرا على أحد، وأن القضاء على الآخر وهم خبيث، يدل على ضعف العقل، وسواد القلب.
تعلم إخواننا فى لبنان هذا الأمر، ولكن بعد عقود من الحرب الأهلية، وبقيت تركيبة البلد كما هى، ولم تستطع أى طائفة (مهما كبرت) إلغاء أى طائفة أخرى (مهما صغرت).
كيف يتعامل المصريون مع الفتنة؟
هل سيصدقون كل ما يرونه من الإعلام الساقط مهنيا مع وضد هذا أو ذاك؟
هل سيستمرون فى قذف من يقف فى المنتصف محاولا منع الفتنة ووصفهم بأنهم متلونون مائعون؟
هل سينجرف الشعب خلف أكذوبة أن القضاء على الآخر ممكن؟
فى رأيى.. لن يحدث ذلك، ولن يقع فى الهاوية، حتى إذا ابتلاه الله بسياسيين أغبياء، وبرئيس أغبى!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الجهل والتعصب والانانيه وعشق الذات عوامل كافيه لاغراق اى سفينه بكل من عليها

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

فى الغرب يوجهون البوصله للهدف فيركع الجميع مؤيدين ومعارضين - عندنا نبدا بالكذب والنفاق

عدد الردود 0

بواسطة:

مدام نوال

متفق معك ...

عدد الردود 0

بواسطة:

صابر محمود

وما هو الحل برأيك

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لقد وصلنا الى مرحلة الشك والريبه فى كل شىء وقيدنا انفسنا بايدينا ثم دخلنا الصراع مرغميين

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

عليا

ليه

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد عبد السلام

متي كتبت المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ويمكن القول الان بكل الحق والصدق والموضوعيه - لقد نزعنا المخلوع ولزقنا المقلوع

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبدالناصر

اتحفظ على الجمله الاخيره

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

هل اخدع الشعب بدستور زائف اليوم على امل تعديله فى المستقبل - ودنك منين ياجحا

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة