الاستخدام السيئ للتكنولوجيا الحديثة أصبح سمة من سمات العصر، فكثير منا يستخدم التلفاز طوال الوقت، مما يؤثر على صحته البدنية والنفسية، والآن وبعد أن أصبح سيد العالم الجديد، يوضح لنا الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، مخاطر كثرة الجلوس أمام التلفاز وتأثيره النفسى علينا.
يقول بدران، إن التليفزيون بات من أقوى وسائط الاتصالات فى عالم اليوم، ويلعب دورا هاما فى عرض القضايا العالمية والمحلية على البشرية، إلا أنه أصبح سببا من أسباب انقطاع التواصل داخل الأسرة وبين الأجيال، وأصبح التليفزيون ضيفاً دائماً فى المنازل والمقاهى والنوادى وحتى أماكن العمل، وللأسف تحول هذا الضيف إلى سيد يتحكم فى المضيفين أنفسهم، فهو من أوائل الضيوف الذين يستقبلون المواليد حتى فى المستشفيات.
ويبين دكتور مجدى تحول الناس إلى ضحايا لا حول لهم ولا قوة، إذ يهبط بلادهم ويقتحم بيوتهم وسط ترحيب غريب، وهم يخرسون إذا تكلم، وإذا تكلموا تحدثوا همساً فلا صوت يعلو فوق صوت التليفزيون، وينسون النوم بسببه، ويجعلونه شريكاً لهم فى أمورهم حتى خلال تناول الطعام، يملى على البعض ما يجب أن يأكلوه أو يقاطعوه، ويلغى عقول البعض ويحدد لهم ما يتكلمون فيه خلال المساء والعشاء بلا عناء.
فأصبح الرأى رأيه، والفصل قوله، والاستسلام غايته وعند الضجر منه، يتحول المساكين الهاربين بين جنباته، إلى محطات تليفزيونية مختلفة معتقدين أنهم يهربون من أسره، لكنهم يحطون فى محيطه تحت تأثير جاذبيته التى تفوقت على الجاذبية الأرضية نفسها، وهو واثق من أنهم لن يغلقوه إلا بعد أن يستسلموا، وللأسف ينتصر عليهم فى كل لقاء، إنه سيد العالم الجديد.
ويؤكد دكتور مجدى أن كل الدراسات العلمية الحديثة تؤكد خطورة التلفاز ليس فقط على الناحية النفسية، وإنما أيضا على الناحية البدنية فهو يزيد من معدل البدانة، كما يؤثر على مستوى الذاكرة ومن ثم الإصابة بالزهايمر، كما يؤثر على معدل اكتمال الجهاز التنفسى للأطفال، لذا يجب علينا تطبيق مفهوم الاستخدام الرشيد للتلفاز والتركيز فى أمور حياتنا والإدراك أن أغلب ما يقدمه سوى الأخبار ما هو إلا عالم افتراضى نخلقه نحن للهروب من العالم الحقيقى الذى نعيش فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة