العربى ينفى قيام الجامعة العربية بتسليح المعارضة السورية

الأحد، 09 ديسمبر 2012 09:57 ص
العربى ينفى قيام الجامعة العربية بتسليح المعارضة السورية الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى
الكويت (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربى، أن الوضع الآن فى سوريا فى غاية الخطورة والسوء، وقال إن تصاعد أعمال القتل والصراع السياسى والعرقى والمذهبى، يذكرنا بشبح الحرب الأهلية الذى نراه يخيم بكل أسف فى البلاد، وينذر بخطر داهم على الدولة والشعب.

وحذر العربى فى حوار مع صحيفة الأنباء الكويتية، من أن استمرار هذا الخطر، وعدم النجاح فى مواجهته والتغلب عليه يهدد دون أدنى شك بكارثة إقليمية ودولية ستطال الجميع، ولن ترحم أحدا.

ودعا العربى إلى اتخاذ موقف دولى وعربى جاد ومسئول وحكيم، لاتخاذ القرار المطلوب والقابل للتنفيذ، للوصول إلى حل سياسى يجنب سوريا وشعبها المزيد من القتل والدمار، ويحفظ الأمن والسلم فى المنطقة وفى العالم أجمع، مشيرا إلى أن المسئولية تقع فى المقام الأول على النظام والحكومة السورية، وتقع فى المقام الثانى على القوى السياسية والعسكرية السورية المعارضة، والتى نأمل أن تتوحد جهودها، وتنجح فى إنقاذ ما تبقى من سوريا وشعبها.

وشدد على أن الأخضر الإبراهيمى الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، رجل محنك وسياسى قدير وصاحب تجربة مرموقة وممتدة فى مجال حل النزاعات، ومعالجتها وتحقيق الوساطة وحفظ السلام، وقد قاد مثل هذه المفاوضات فى أماكن عديدة من العالم، كمبعوث للأمم المتحدة ونجح فى وقف القتال، والوصول إلى حل سياسى ودبلوماسى فى أكثر من مكان من هذا العالم.

وأشار العربى إلى أنه على تواصل دائم مع الإبراهيمى والفريق المساعد له، داعيا الجميع سواء على المستوى الدولى أو على المستوى الإقليمى أو العربى، وأيضا على مستوى القوى السياسية والعسكرية المعارضة فى سوريا، دعم مهمة الإبراهيمى والتعاون الصادق والمخلص معه للوصول إلى حل يجنب سوريا وشعبها المزيد من الخسائر، كما يحفظ الأمن فى المنطقة من مخاطر تداعيات الأزمة السورية على الدول المجاورة وعلى دول المنطقة والدول العربية فى مقدمتها، ويساهم كذلك بكل تأكيد فى حفظ السلام والأمن الدوليين.

وقال الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن هناك العديد من القضايا التى تتصدر اهتمامات الجامعة العربية، وفى مقدمتها قضية فلسطين وهى قضيتنا المركزية الأولى، وهى محل اهتمام متواصل، رغم الإخفاقات الكثيرة التى تواجهنا، والتى لا ننكرها.

وأضاف العربى، أن ما حدث فى سوريا منذ بداية الأزمة فى مارس 2011، ومع تصاعد أعمال القتل والعنف وسفك الدماء فى صفوف الشعب السورى والدمار والخراب الذى لحق بمؤسسات الدولة السورية، وبمنظومة البنية التحتية والمدارس والجامعات والمستشفيات حتى الأسواق والتراث والأماكن الأثرية التى تحمل جزءا مهما من تاريخنا وحضارتنا، تعرضت للدمار والخراب والحرق، ناهيك عن المآسى على المستوى الإنسانى للاجئين السوريين والنازحين فى الداخل، كل ذلك فرض نفسه على صدارة اهتمامات الجامعة العربية، وكان لابد أن يحتل المشهد السورى المكانة المهمة التى يستحقها.

وأكد أن هناك جهدا عربيا ودوليا، لإطلاق مجموعة من الأعمال السياسية فى سوريا، ووضع حد لشلال الدم والقتل الذى يفتك بالشعب السورى، وقال: إن الموقف الدولى متوحد خلف مهمة الأخضر الإبراهيمى، وجميع الأطراف والدول أكدت دعمها لمهمته، وهو ذاهب قريبا إلى مجلس الأمن لعرض تصوره لحل الأزمة السورية، كما أن هناك جهودا متواصلة لتوحيد موقف المعارضة، وآخرها تمثل فى المؤتمر الذى عقد فى دولة قطر، وأسفر عن تشكيل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، والتوافق على تشكيل جديد للمجلس الوطنى السورى الذى أصبح ممثلا فى الائتلاف الجديد، مشيرا إلى أن مجلس الجامعة على المستوى الوزارى فى حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع فى سوريا.

وأوضح العربى، أنه لم يتم التطرق مطلقا خلال اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية المختلفة منذ بداية الأزمة السورية حتى الآن وعلى جميع المستويات، إلى موضوع إرسال قوات عربية للتدخل العسكرى فى سوريا.

وقال العربى: إن موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية من الأزمة السورية، ليس موقفا شخصيا وإنما هو موقف يعبر عن الإجماع العربى، وعما توافق عليه القادة العرب ووزراء خارجية الدول العربية، والذين أكدوا غير مرة رفضهم لأى تدخل عسكرى أجنبى فى سوريا، كما أكدوا تمسكهم وحرصهم على مقومات الدولة السورية، وعلى وحدة سوريا وسلامتها الوطنية وسلامة أراضيها ونسيجها الاجتماعى، موضحا أنه لم يكن هناك مطالبة بالتدخل العسكرى الأجنبى أبدا فى سوريا، إنما كان هناك مطالبة لمجلس الأمن الدولى بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة، للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار، مؤكدا أن هذا الأمر مختلف تماما عن المطالبة بالتدخل العسكرى الأجنبى.

وأكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه لا توجد فى الجامعة العربية أى جهود تتعلق بتسليح المعارضة فى سوريا، أو تقديم أسلحة إلى الجيش السورى الحر، مشيرا إلى أنه يتم متابعة المعلومات والتقارير التى تتحدث عن تقديم أسلحة ومساعدات عسكرية إلى المعارضة، وكذلك إلى النظام السورى.

وأشار إلى عدة قرارات، أصدرها الرئيس محمد مرسى تدعم الشعب السورى، وقدم المساعدة اللازمة لكل سورى على أرض مصر، واعتباره كالمواطن المصرى فيما يتعلق بالإقامة والعلاج والتعليم وغير ذلك من تسهيلات، وقال: هناك تحرك مصرى معلن يتمثل فى المواقف التى عبر عنها الرئيس، وفى المقترحات التى قدمت، ومنها مقترح تشكيل لجنة تضم مجموعة من الدول الفاعلة فى المنطقة إلى جانب مصر، بالإضافة إلى أن هناك تحركات وأنشطة غير معلنة تهدف إلى حل سياسى للأزمة السورية، ومساعدة الشعب السورى، كما أن مصر تقوم بدور هام فى إطار المعارضة السورية، التى قررت أن يكون مقرها الرئيسى فى مصر.

وأوضح أنه يجب مراعاة أن مصر تمر بمرحلة انتقالية، وأن عملية معالجة تغييب الدور المصرى عن القضايا العربية، التى حصلت خلال الفترة السابقة تحتاج إلى ترتيبات واستعدادات قد تأخذ بعض الوقت.

وأعرب عن تخوفه الكبير من تداعيات الأزمة السورية على دول الجوار، خاصة وعلى المنطقة برمتها وعلى العالم أجمع، لأن استمرار الأزمة السورية طويلا لن يبقيها محصورة داخل الأراضى السورية، وقال: نحن عايشنا بعض المواجهات والأحداث فى عدد من الدول المجاورة، خاصة فى تركيا والأردن ولبنان.

وأشار إلى الطلب الذى توجهت به تركيا إلى حلف الناتو، لنشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا، استعدادا لما قد يستجد من تطورات، موضحا أن تركيا دولة جارة مهمة، وهى إحدى القوى الفاعلة فى المنطقة وتربطها مع سوريا حدود ممتدة، وعلاقات تاريخية متشابكة ومعقدة، وبطبيعة الحال فإن تركيا تسعى وراء مصالحها، وما تعتقد أنه يحقق أهدافها ويدعم خططها الإستراتيجية، كما تقوم تركيا بدور أساسى فى الأزمة السورية، وتستضيف عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، وكانت أول دولة أقامت مخيمات للاجئين السوريين على أراضيها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة