لقد أصبحت الأجواء فى مصر الكنانة لا ترضى الكثير من الناس ممن يتطلعون إلى مستقبل زاهر، وأنا أتساءل ما هذا الذى يحدث؟
إن الناظر إلى الواقع يجد أشياء منكرة لا تمت إلى مصر، ولا إلى المصريين بصلة، وأعنى بالمصريين الشرفاء الذين يحملون هم هذا الوطن العظيم، نعم يحملون همه وتحترق قلوبهم ألما، وتنزف العين بدلا من الدمع دما، إذا ما تعكرت الأجواء ووصلنا إلى تلك الحال التى لا ترضى عاقلا، ما الذى يحدث، تنظر هنا تجد اعتصامات، وهناك مظاهرات، وفى الجانب الآخر مصلحة معطاة وفى الجانب الآخر قطع طريق، وأيضا دماء تسيل وشباب يقتل وصراعات وشائعات وخسائر هنا وهناك، وما إلى ذلك من الأمور التى تؤدى إلى هلاك الدولة، وتضفى على النفس ألوانا من الانقباض والألم ولك أن تتخيل مدى الوطنية والإخلاص والأصالة فى رجل يعطل عمله ويعطل مصالح الناس رغبة فى زيادة مرتب، وهو يعلم أن الدولة تنزف دما، ولا تحتمل مثل هذا، ألم يكن هذا الرجل يعيش بمرتب أقل من هذا قبل هذه الثورة، إن العزة والكرامة لتظهر فى أسمى صورها فيمن لا يشاركون فى مثل هذا التعطيل، والدمار الذى يصنعه أبناء الوطن العظيم مصرنا الحبيبة، هل هذا مصرى وشرب من نيلها.
ناهيك عن بعض الإعلام المدمر الذى يؤدى إلى إثارة الفتن والقلاقل، بين أبناء الوطن الواحد، ناسين أو متناسين على حد سواء أنهم سيسألون حتما عن كل هذا، قال تعالى: "وقفوهم إنهم مسئولون" وقال سبحانه" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" أين من يعملون على مصلحة هذا الوطن، لكى يرقى فى أعلى الدرجات فمصر هى قاطرة الوطن العربى.
وعلى الرئيس أن يتخذ قرارات حاسمة، ليقى الأمة هذه الشرور، وعليه أيضا أن يعلم أن حماية المنشآت من اختصاصات الأمن لكى لا تراق الدماء وأرى الآن أن تتخلى كل الفصائل عن الخلافات والصراعات التى بينهم وتتكاتف مع جميع القوى السياسية وغيرها نحو البناء والتنمية ونتوقف تماما عن الاعتصامات الفئوية وغيرها، وعن كل ما يعطل سير هذا الوطن إلى الأمام لكى نهيئ المناخ المناسب لرئيسنا مع حكومته للبناء والتنمية، والنهضة من أجل مستقبل زاهر لمصرنا العزيزة الغالية.
• واعظ عام بالأزهر
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة