خلف الكواليس نرى كل شىء على الطبيعة هنا فوضى وهنا ربكة وهنا حقيقة، كل شىء بلا زيف وبلا رتوش، وكم نحتاج فى وقتنا هذا أن نلقى نظرة خلف الكواليس لنرى من يبكى بصدق ومن يستعمل قطرة عيون، من يعطى ومن يأخذ، من يشارك لكى يقبض فقط مقابل دوره ومن يشارك مجاناً لعشقه هذا الدور، من كومبارس ومن يستحق لقب البطولة، والأهم من يمسك بيده خيوط العرائس ليحركها ومن يتحرك بلا ريموت كنترول.
ذات ليلة رأينا العرائس سئمت من يحركها وأعلنت العصيان فثارت وهربت من تحت يد محركها ولكنها تتخبط حيناً فتصيب تارة وتخطئ تارة وتهيج مرات أخرى عندما تدرك أن المحرك ما زال يصر على تحريكها واستعبادها.
إنها الليلة الكبيرة لمصر التى أزيح عنها الستار وتلتها ليالٍ كثيرة، وفى ليلة التحرير سلمت العرائس نفسها لمخرج جديد ظناً منها أنه المنقذ الوحيد ولكن المخرج خذلهم ولم يُرد غلق الرواية واستنزف طاقة عرائسنا حتى جاء اليوم المشهود وتم الاختيار الذى قيل إنه شعبى ورسمى وتوالت الحسرات وتوالت العبرات وأطلقنا الاستغاثات ولكن القافلة تسير وما زالت العرائس لا تستسلم رغم التعب رغم الدماء رغم الادعاءات ورغم أن الجمهور أحيانا يرميهم بالحجارة وقذائف الكلمات ولكن تكفيهم أيادًٍ ولو قليلة ولكنها شريفة تصفق لهم ليتيقنوا أن عرضهم هو الأفضل هو الأرقى هو الأبقى وحال لسانهم يهتف مكملين...مكملين.
ستسدل يوما ما ستائر كل مسارحنا ويصفق بعض الجمهور ويلعن البعض الآخر ولكن ستنتهى كل المشاهد وتسقط كل الأقنعة ولن تبقى إلا الكواليس لتخبرنا الحقيقة غير المزيفة.
كواليس شعب مصر تؤهله لدخول موسوعة جينيس من أوسع أبوابها لانفراده فى عدد الجوائز العالمية التى سيحصل عليها لينال جائزة الأوسكار لأفضل عرض وإخراج وجائزة نوبل فى ابتكار أحدث تكنولوجيا فى عالم إحياء شبه الأموات وجائزة بريتزكر الجائزة الأكبر فى مجال العمارة بالعالم لبنائهم سدا بشرياً منيعا أمام الجبروت لا ينهار، وجائزة كفافيس الدولية فى الإبداع لجمعهم ما بين كل التناقضات وجائزة برايت للموسيقى الشعبية لعزفهم أرقى ملحمة شعبية جمعت كل الأطياف وأخيراً جائزة البولتزار
الأمريكية فى الكتابة الخيالية التى تحولت إلى واقعية رغم أنف كل الجُناة.
كم اشتاق لإلقاء نظرة خلف كواليسك يا مصر وأخبركم بما رأيت وأنا كلى يقين بأنى سأكون مثل "أليس فى بلاد العجائب" لأن ما سأراه حتماً سيكون عجب العجاب.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed sayed
مقال جميل
ومعبر عن ظلمة الواقع الذي نعيشه