صحيفة تركية: مرسى فرط فى قطاع كبير من المصريين بإعلانه الدستورى

قالت صحيفة "حريت" التركية، إن الرئيس محمد مرسى تمكن بعد أسابيع قليلة من انتخابه كأول رئيس فى مصر، بطريقة ديمقراطية عقب ثورة يناير، فى التفريط فى قطاعات كبيرة من المصريين، حيث دفع إعلانه الدستورى بالعديد من مؤيديه، ومن قاموا بانتخابه بانتقاده، وحتى أن بعضهم أصبح يعتذر للشعب لقيامهم بدعمه، فضلا عن استقالة العديد من مساعديه والمسئولين فى الدولة من مناصبهم.

وأضافت الصحيفة، أن خطاب مرسى، أدى إلى توسيع الصدع من خلال تجاهله للقضايا الحقيقية بدلا من مواجهتها، فضلا عن دعوته لحوار عام مفتوح اليوم السبت، فى القصر الرئاسى، فى طريقة مشابهه لسلفه "مبارك" وعلاقته بالمعارضة، بالإضافة إلى تجاهله لجمعة الإنذار الأخير، التى تعهدت بتغيير اللعبة السياسية مرة أخرى فى البلاد.
ووصفت حريت، خطاب الرئيس مرسى، الذى ألقاه أول أمس الخميس، عقب تصاعد حدة العنف فى البلاد مؤخرا، بأنه محاولة "عرجاء" لنزع فتيل العنف من الشوارع، حيث أدى إلى تزايد غضب الشعب، وعدد المتظاهرين أمام القصر الجمهورى فى مشهد يذكرنا بأحداث ثورة 25 يناير.

وأضافت أنه بالرغم من النبرة القوية وحتى التهديد فى خطاب مرسى، الذى طال انتظاره إلا أنه خيب ظن الحشود الغاضبة أمام القصر الرئاسى، كما أصاب العديد ممن شاهدوه فى التليفزيون بالإحباط.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطاب جاء بعد يوم من مقتل 7 أشخاص، وتعرض أكثر من 700 شخص للضرب المبرح أمام "عتبة بيت الرئيس"، مضيفة أنه بالرغم من إعراب مرسى عن كراهيته للعنف، وإشارته إلى معرفته بالجناة، مشيرا إلى أن الضحايا هم من الإخوان المسلمين فقط، إلا أنه لم يذكر أسماء حقيقية أو دليل على اتهاماته.

وتابعت أن مشاهد إطلاق النار التى تم بثها على التليفزيون، أدت إلى تزايد الخوف لدى الشعب حول مدى انتماء مرسى إليهم، فيما واصل مناصريه من الإخوان المسلمين فى لعب دور الضحية، والتأكيد على وجود مؤامرة على البلاد.
وأضافت الصحيفة، أن النتيجة الوحيدة من وراء هذا السيناريو المؤلم حتى الآن بصرف النظر عن الخسائر فى الأرواح والوحشية وترويع المتظاهرين باستخدام الأسلحة، هى توحيد المعارضة تحت "جبهة الإنقاذ الوطنى"، التى تمكنت بنجاح فى تنظيم مظاهرات واسعة فى جميع أنحاء البلاد، للاعتراض على قرارات الرئيس.