السيد الرئيس محمد مرسى؛ اسمح لى بأن أكتب إليكم هذه الكلمات، التى هى نابعة من قلب مصرى، يعشق هذا البلد، لم يسبق له الانتماء إلى تيار سياسى أو دينى، ولكنه يعشق كل ذرة تراب على أرض هذا البلد.
سيدى الرئيس كلماتى إليكم أوجزها فى نقاط على النحو التالى:
أولاً: لا يمكننى أن أنكر أو أتجاهل حقيقة مهمة، وهى أنك صاحب قلب ينبض بحب مصر، وأنك تسعى لبذل كل ما تستطيع من أجل النهوض بهذا الشعب، الذى أوكل إليك أمانة كبيرة، وبالتالى نحن لسنا بصدد التشكيك فى وطنيتك وإيمانك بهذا الوطن.
ثانياً: أننى كمواطن مصرى وصاحب قلم، كتبت مقالاً على صفحات هذه الجريدة فى صباح أول أيام الإعادة بينكم وبين السيد شفيق، وكان عنوان المقال "لست إخوانياً ولا سلفياً.. ولكنى لن أصوت لشفيق". لم أكتف بهذا، فقد تحركت فى كل مكان يطاله صوتى وقلمى (فى الجامعة وفى قريتى ومدينتى) وأعربت عن موقفى الذى انتظره الكثيرون ممن يثقون برأيى ووجهة نظرى.
وفى الحقيقة كان موقفى نابع من رفضى الكامل لإعادة تخليق النظام البائد فى صورة شفيق، كما رأيت فيكم شىء من عبق ثورتنا العظيمة، حيث لم أنكر دور الإخوان وشبابها فى إنجاح الثورة وحمايتها.
ثالثاً: أنه بمرور الوقت يا سيادة الرئيس، وبعد التجربة على مدى أكثر من عام، وخاصة مع التيارات الدينية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، أدركت وأدرك معى الملايين أن تجربة التيارات الدينية فى السلطة قد فشلت بامتياز.
نعم سيادة الرئيس، فشل الإسلاميون فى إدارة الدولة، إذ انشغلوا بجمع الغنائم والمناصب، وتركونا نغرق فى أوحال الفقر والتخلف والبلطجة. لا يمكننى سيادة الرئيس أن أنكر الدور السلبى والمعوق للطامحين فى السلطة من التيارات الليبرالية والمدنية، فهؤلاء فشلوا أيضاَ وخسروا كل شىء، لأنهم لم تكن قلوبهم على مصر بل كانت أعينهم وقلوبهم معلقة بكرسى السلطة اللامع، ولهذا كانوا معول هدم لا أداة بناء.
كل هذا مدرك وأوضحناه فى مقالات عديدة ويدركه الشرفاء من أبناء هذا البلد. ولكنكم أنتم مَن فى السلطة، ومن ثم تقع على عاتقكم المسئولية كاملة.
رابعاً: أنك يا سيادة الرئيس لم تشعرنا بأنك رئيس لكل المصريين، بل رئيس لعشيرتك وأحبتك من جماعة الإخوان، التى أحترمها كما أحترم كل الفصائل السياسية والدينية، فلست فى عداء مع أحد أياً كانت وجهته. ولكن الناس يا سيادة الرئيس كانوا ينتظرون ولادة رئيس لكل المصريين. والشواهد كثيرة وعديدة بل ودامغة. ولن أستطرد فى عرضها، وأكتفى بملابسات الإعلان الدستورى الأخير، الذى كانت الجماعة على علم به قبل مستشاريك، بدليل خروجهم (الجماعة) لتأييدك قبل صدور الإعلان بأكثر من خمس ساعات!! فى حين أفاد جل مستشاريك بأنهم لم يعرفوا به إلا من خلال الإعلام!!
خامساً: أن الأداء يا سيادة الرئيس دون مستوى طموحات شعب ثائر.. نعم الأداء متواضع للغاية!! فدائماً القرارات إما متأخرة أو مباغتة. ودليل ذلك تراجعكم لأكثر من مرة فى الكثير من القرارات، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على ضعف وقلة خبرة وفشل مستشارين قليلى الخبرة والحنكة، هذا إذا كنتم بحق تعودون إليهم.
مؤكد أن لديكم مبررات من أجلها أصدرتم الإعلان الدستورى الذى أشعل الحريق، ولكن كانت الحكمة تقتضى التشاور، وتمهيد الأرض والمسرح قبل تفجير هذه القنبلة. ولكن الذى حدث هو العكس، فبدلاً من أن تنجح فى تجميع الناس وإقناع المصريين بموقفك قسمت الجميع وتحولت مصر الثورة إلى حزبين أحدهما مساند لك وآخر مطالب برحيلك. سيدى الرئيس، لو كنت حقاً رئيساً لكل المصريين، لما كنت بحاجة إلى تحرك التيار الدينى للاتحادية بحجة حمايتك. فللقصر جيش يحميه!! أليس كذلك يا سيادة الرئيس؟! ولكن المتاجرين بك وبمصر حولوها إلى محرقة، أعادت إلى أذهاننا تلك الليلة السوداء (ليلة موقعة الجمل).
سادساً: أنكم سيادة الرئيس بعد ليلة دامية سالت فيها دماء المصريين على باب قصركم المهيب، خرجتم بخطاب أقل ما يقال بشأنه أنه خطاب ضعيف، لم يقنع المصريين، الذين انتظروا منكم قرارات تفض الاشتباك وتعيد الجميع على طاولة التفاوض والحوار، لكى يكشف شعب مصر حقيقة ونوايا الجميع.
وبناءً عليه، أقول لكم - وبقلب تملؤه الطمأنينة - آسف جداً سيادة الرئيس، لم يكن الأداء فى مستوى طموحاتنا، فطموحاتنا فاقت أداؤكم بكثير. وعليه، أدعوكم لأن تسلكوا أحد سبيلين: الأول؛ هو أن تصححوا من مساركم تصحيحاً جذرياً، بعدم الوقوع فيما سبق أن وقعتم فيه من أخطاء، وأن ترتقوا بكفاءة أدائكم وأداء مؤسستكم، وتحييدها خدمة لهذا الشعب، أما الخيار الثانى فهو ببساطة ترك الساحة لغيركم، وإن كنت لا أرى فى الساحة مثلا يحتذى أو قيمة أو رمزا يتمتع بذكاء سياسى وكاريزما القيادة واكتساب حب الناس جميعاً، وروح مفعمة بالشباب بحيث تحاكى طموحات مجتمع جله من الشباب. فقد خسر الجميع بعد اختبار سهل أمام الشعب المصرى. أكرر، هذه رسالة خالصة من القلب وأتمنى أن تصل إليكم وإلى كل من يهمه الأمر. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
تلميذك
صدقت
صدقت يا استاذى ومعلمى الفاضل
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوعلي
كم أتمني وأتمني !!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
بندارى
صدقت وانا كنت متوقع كدة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد إبراهيم العبادي
والله راجل طيب !!
والرئيس مرسي أطيب منك !!
عدد الردود 0
بواسطة:
تلميذ
عار ....
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عزام
تمام
انها حقاً نصيحة من القلب
عدد الردود 0
بواسطة:
mido
شكر وتقدير
عدد الردود 0
بواسطة:
بحبك يا بلدى
حافظ مش فاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام البلتاجى
آسف يا دكتور
عدد الردود 0
بواسطة:
د. رضا عبد السلام
شكر وتعليق