سادت حالة من الغضب، والاستياء القوى السياسية وأوساطها، بمحافظات مصر عقب سماع خطاب رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسى، ووصفوه بالهزيل، وأنه لا يعبر عن الشعب المصرى، ولا يختلف كثيراً عن خطابات مبارك، مشيرين أن الحوار لا يفيد لأن رئيس الجمهورية غير ملم بأمور البلاد، وأنه يتجاهل مطالب الثوار.
قال على أمين القيادى بحزب الوفد، إن القوى السياسية بالسويس، كانت منقسمة ما بين البقاء والتظاهر بميادين محافظة السويس، أو السفر للمشاركة بمليونيات القاهرة، ولكن بعد الخطاب الهزيل من رئيس الجمهورية، فقد أكدت القوى السياسة أكدت بالإجماع بعد خطاب مرسى الهزيل، أن الرد سيكون بميدان التحرير، وأن مرسى يريد الفوضى ويتحمل ذلك.
وقال إسلام مصدق المتحدث الإعلامى باسم تكتل شباب السويس، إن الرئيس لم يفهم حتى الآن المشهد السياسى، ويكد أنه سيظل رئيسا لأهله وعشيرته فقط وأنه وصف المعارضة بأنهم متآمرين وفى نفس الوقت يدعونا للاجتماع يوم السبت القادم الساعة 12 ونصف، وهذه هى المعلومة المفيدة بالخطاب، مؤكدا أنهم مستمرون فى تصعيدهم السلمى.
وفى محافظة الإسكندرية، قال عبد الرحمن الجوهرى – منسق حركة كفاية وعضو المكتب التنفيذى للتيار المدنى الديمقراطى بالإسكندرية –تعليقا على خطاب الرئيس محمد مرسى" يبدو أنه لا يعلم حجم الاحتقان الموجود بالبلاد ولا حجم التأثيرات السلبية للإعلان الدستورى، وأن الدعوة إلى الحوار التى أطلقها هى دعوة جوفاء تنم عن إصرار للمضى قدما فى تمرير الدستور الطائفى واستمرار الإعلان الدستورى الفرعونى.
وأشار الجوهرى إلى أنه حينما يتطرق رئيس الجمهورية إلى شرح معانى الإعلان الدستورى التى لا تحتاج إلى تفسير واصراره عليها، فهو مستمر فى الغش والخداع لهذا الشعب لأن الاستمرار فى الإعلان الدستور هو استمرار لحالة دكتاتورية ـ ويؤكد أننا أمام تيارات طائفية تريد أن تتحكم فى البلاد من خلال مندوب الإخوان بالرئاسة، وأن "مرسى" لم يكن أبدا رئيس الجمهورية ولن يكون لأنه بعيد عن كل ألام ومطالب الشعب المصرى، ويجر البلاد إلى مستنقع من الصراعات والفتن الطائفية وحالة من عدم الاستقرار ويجعل مصر تبدو كأنها خسرت نفسها أمام العالم، وأكد على أن التصحيح الحقيقى هو الاستمرار لمواجهه هذا النظام وإسقاطه.
وأضاف الجوهرى أن جبهة الإنقاذ لو استجابت إلى تلك الدعوة الفاشلة وإن من سيذهب إلى الحوار سيقدم صك انتهاء خدمته للعمل الوطنى فى مصر ".
ورفض الدكتور شرف بغدادى – سكرتير عام حزب المصريين الأحرار بالإسكندرية - الخطاب شكلا ومضمونا، وقال " ما أشبه الليلة بالبارحة الخطاب يذكرنا بخطاب 1 فبراير الرئيس المخلوع، وأن هذا الخطاب يقود إلى مزيد من الغضب الشعبى وتصاعد الاحتجاجات ".
وقال محمد سعد – مؤسس الجبهة الشعبية لمناهضة لأخونة مصر – إن الخطاب أثبت أنه سقوط، وأصبح فى وقت قصير غير ما كنا نتوقع، مشيرا إلى الرئيس تحدث عن دولة أخرى غير دولة مصر، وأن الخطاب جاء مغيبا عن الواقع ومغلف بالكذب، وأضاف أن الخطاب وحد الآراء للتصميم على إسقاط "مرسى" وأنها أصبحت وقت ليس إلا، خاصة عقب رفضه إسقاط الإعلان الدستورى وتأجيل الاستفتاء الذى هو من سلطاته، مشيرا إلى أن يسير على خطى حسنى مبارك.
ووصفت نجلاء فوزى – وكيل حزب غد الثورة بالإسكندرية – خطاب الرئيس بأنه خطاب مستفز لم يقدم أى جديد، وملخص ما قاله الرئيس أنه ليس رئيس لجمهورية مصر العربية، ولكن لجماعة لها مطالب، وهو ما اتضح بعد مدافعته عما ارتكبه الإخوان من جرائم قتل بدافع الشرعية، مقدما لهم الشكر على الهواء، كما أنه دعا القوة السياسية إلى حوار على شرط منع ذكر موعد الاستفتاء على الدستور، الذى أكد إجراؤه فى موعده، ومنع الحديث عن الإعلان الدستورى ماعدا المادة السادسة، وهما المطلبان الرئيسيان التى اندلعت لهما المظاهرات.
وأكدت القوى السياسية بالإسماعيلية رفضها لخطاب الرئيس الدكتور محمد مرسى والذى لم يأت بجديد حسب قولهم وأن الخطاب لم يراع الخلافات المطروحة على الساحة السياسية، وأن فكرة اللقاء الذى سوف سيعقده الرئيس مع القوى السياسية لن يثمر عن شىء نظرا لقصر المدة وإصرار الرئيس على الاستمرار فى الإعلان الدستورى بحجة وجود مؤامرة من النظام السابق لقلب نظام الحكم وإسقاط الدولة.
وقال مسعد حسن على أمين حزب التحالف الشعبى بالإسماعيلية، إن الرئيس لم يأت بجديد فى خطابه وأنه مازال متمسك بالإعلان الدستورى الدكتاتورى حتى لو قال أنه من الممكن أن يتنازل عن المادة 6 المحصنة للقرارات ولا أظنه سيتنازل وتجاهل كألعادة مطالب المتظاهرين على اعتبار أن هناك مؤامرة من الفلول.
ردود فعل غاضبة بالمحافظات بعد خطاب "مرسى".. القوى السياسية بالسويس: الرد سيكون بميدان التحرير.. متظاهرو الإسكندرية: عبارات مستفزة تضع البلاد فى مستنقع من الصراع.. وفى الإسماعيلية: خطاب "مراوغ"
الجمعة، 07 ديسمبر 2012 12:24 ص