قال خطيب مسجد الحمد بالتجمع الخامس، إن الإنسان يجب عليه أن يفكر ألف مرة قبل أن ينطق بالكلمة، مضيفا أن الاختلاف سنة كونية، حيث لم يجتمع الناس على دين وفكر ومذهب واحد، وسيظل هذا الاختلاف قائما حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومستحيل أن يتوحد الناس على رأى واحد، لذا يجب أن يتحلى المسلمون بأدب الاختلاف، وأن تترك الحرية للتعبير عن الرأى والفكر بلا تسفيه، وبلا اعتداء وظلم وسفك للدماء.
وقسم الخطيب الاختلاف إلى نوعين، مذموم وهو الذى يوقع العداوة بين خلق الله، وهناك الاختلاف المحمود، حيث اختلف الصحابة فيما بينهم فى حضور رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما حدث فى أسرى غزوة بدر، حيث رأى أبو بكر الصديق بالرفق بهم وأخذ الفداء وأطلق سراحهم، بينما كان رأى عمر بن الخطاب قطع رقابهم.
وانتقد الخطيب الاختلاف فى الرأى الذى يعطل سير الأمة، قائلا، "وكأننا أول أمة نضع دستورا لأنفسنا"، مشيرا إلى أن رسول الله وضع دستورا للمدينة ووجد أن فيها اليهود والأوس والخزرج ومنافقون، أى فيها طوائف عدة، فوضع الرسول، صلى الله عليه وسلم ما يسمى بالوثيقة من محمد بن عبد الله من 47 مادة، جاء فيها أن اليهود أمة مع المسلمين، وينظم حرية العقيدة والعبادة، وأنه أى شجار أو حدث بين أهل هذه الصحيفة من اختلاف فمرده إلى الله ورسوله. مضيفا، "وقد قبل اليهود بذلك حكما لأنهم فهموا ما لم يفهمه المعاصرون الذين يقولون الآن كيف تطبق الإسلام على بلد ليس فيه طائفة مسلمة، ونسى أولئك أن الإسلام فيه عقيدة، والله قال "لا إكراه فى الدين"، والعبادة لا يطالب بها غير المسلم، والأخلاق قاسم مشترك بين الاديان كلها، والشريعة قسمان أحوال شخصية فلغير المسلمين أن يحتكموا إلى دينهم أو قانون عام".
وأضاف الخطيب، "الآن إذا سافرت أى دولة غربية لا يمكنك فعل شىء يخالف قانون البلد، فلا يجوز لك التزوج أكثر من زوجة"، مشيرا إلى أن ما تبقى هو القانون العام فى الإسلام الذى ينظم الحياة كلها، فلماذا نخشى من الدين الذى أصل سعادة كل الدنيا، ونحن هنا دعاة فقط لهذا الدين لأن فيه النجاة، وأقسم بالله إما الرجوع لهذا الدين وإلا فإن الكل سيخسر والمعركة لن ينجح فيها أحد".
وتابع الخطيب، "نحن لسنا طلاب دنيا فقط بالدعوة إلى تطبيق منهج الله، لو كنا نريد أى حياة كاليهود لعشنا كما نشاء، أما المسلم فإما أن يحيا عزيزا وإما فالموت خير له، وإن اختلفنا فى شىء فحله بالعودة لكتاب الله وتفضيل المصلحة العليا لهذه الأمة وهذا الدين لننجو جميعا".
خطيب مسجد الحمد بالتجمع الخامس: الاختلاف سنة كونية
الجمعة، 07 ديسمبر 2012 02:49 م