نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالاً للمتحدث الإعلامى باسم حزب النور السلفى نادر بكار، قال فيه إن الرئيس محمد مرسى بإصداره الإعلان الدستورى يحمى البلاد من حراس النظام القديم، ووصف ما يجرى فى مصر بأنه صراع بين شرعية فازت عبر صناديق الاقتراع ومن يدعون شرعية لتشويه سمعة الأولى.
وأشار بكار إلى أن هذا الإعلان لم يكن للدفاع عن الدستور، بل كان هذا ضربة وقائية ضد تقويض شرعية الرئيس، حيث كانت مؤشرات على تلك المحاولة لإعادة المجلس العسكرى إلى كامل مجده وصلاحياته، وحل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية تلوح فى الأفق للجميع.
يقولون إن المشكلة تكمن فى الغلبة المفرطة التى تتمتع بها السلطة التشريعية، فأين كانوا عندما تم حل مجلس الشعب فى واقعة تعتبر غير مسبوقة فى تاريخ البشرية، المحكمة الدستورية عاقبت الشعب كله بسبب خطأ إجرائى ارتكبه المجلس العسكرى، وفى لمحة بصر، وكانوا على استعداد لتجاوز التجربة الديمقراطية الفريدة برمتها التى قام بها الشعب كله لأول مرة بعد ستين عاماً من الظلم والطغيان، فلماذا لم نسمع عن غلبة السلطة التشريعية عندما تدخلت المحكمة الدستورية العليا وقامت بحل البرلمان.
ودافع السياسى السلفى عن إعلان مرسى الدستورى، وقال إنه وضع جدولاً زمنياً للخروج من الوضع الحالى من الميوعة السياسية وعدم اليقين التى تخبطت فيها مصر فى الآونة الأخيرة، وعلينا أن نعترف بأن أحد المصادر المهمة لهذه المشكلة هى أن الكثير من قيادات العلمانيين يصرون على جر البلاد إلى دوامة لا نهاية لها، بمحاولة منع الدستور من الخروج على الضوء، وبالتالى منع إجراء الانتخابات البرلمانية.
ويخشون الانتخابات البرلمانية القادمة مثلما يخشون الموت، بما أن هذه الانتخابات تعنى أن الشرعية النهائية ستكون فى يد الشعب، الذى فشل أغلب العلمانيين فى التواصل معهم، كما اتضح من نتائج الانتخابات البرلمانية السابقة.
ويمضى بكار قائلا، لا يسعنى إلا أن أتساءل، لماذا لا يجمع القادة العلمانيون والليبراليون بعض الشجاعة ليقولوا للشعب المصرى إنهم تراجعوا عن كلمتهم، فهناك اتفاق موقع موثق ويقر بأن مواد محددة من مسودة مقترحة للدستور مثيرة للخلاف، وتتطلب مناقشة وجدلا أكبر، ووقعها ممثلون من الأزهر والكنيسة والسلفيين والإخوان المسلمين، ووقعها ممثلون أيضا للأحزاب الليبرالية، والعلمانية أيضا، ومن هنا يبقى السؤال، لماذا يتراجعون عن كلمتهم؟.
وختم بكار مقاله قائلا، إننا جميعاً نرحب بمعارضة وطنية تحترم الشعب وتحمى مكاسبه ومصيره، لكن كيف نرحب بمعارضة تحرض بعض الشباب على إلقاء الحجارة على الشعب وعلى مجلس الشورى، وتلقى مولوتوف وتحرق مقار حزب آخر.
نادر بكار: على العلمانيين أن يتحلوا ببعض الشجاعة ويعترفوا بتراجعهم عن كلمتهم
الخميس، 06 ديسمبر 2012 03:21 م