فى روايته "رجوع الشيخ" الصادرة فى طبعتها الأولى عن دار روافد للنشر، للكاتب الشاب محمد عبد النبى، يحاول من خلال أحداثها التى تدور حول كاتب يسعى لأن يكتب نصه الأكثر حميمية فى رواية غير مكتملة، ولا ينوى أن يكملها، لأن "إيتالو كالفينو" أخبره أن "ليس ثمة مكان أفضل لحفظ السر من رواية غير مكتملة".
فمنذ الصفحة الأولى يطالعنا "أحمد رجائى" الذى أعطاه اسم "الشيخ" تمييزًا له عن "أحمد رجائى" الذى يمثل انشطار الذات – كما توضح الناقدة الدكتور هويدا صالح فى مقال لها حول الرواية - فشيخه يسعى للعودة إلى صباه فى تماس واضح مع النص الأشهر فى التراث العربى "رجوع الشيخ إلى صباه"، فأحمد رجائى تفتحت حواسه، وتلمس رغبات جسده من خلال صفحات هذا النص التراثى.
يقدم لنا عبد النبى نصا مفتوحا يتناص مع نصوص عديدة تراثية وحداثية، فهو يتناص بالضرورة مع كتاب "رجوع الشيخ إلى صباه"، ومع "ألف ليلة وليلة" ثم مع "عوالم بورخيس"، كما توضح "هويدا صالح" التى تقول حيث يحكى "بورخيس" كيف أنه ذات صباح فى بوسطن وهو جالس بجانب نهر تشارلز يلتقى بشاب ويكتشف أنه هو نفسه، مراهق تقريبا. كلاهما يعيشان فى أزمنة مغايرة ولكنهما يجتمعان هناك، إلى جوار نهر تشارلز، فى فضاء واحد".
كما تكشف الرواية لمتخمة بالدلالات والإحالات عن صورة المثقف الفوضوى، والمثقف الملتزم بقضايا الوطن، فأحداث يناير 1977، تحيل بالضرورة إلى ثورة يناير 2011. كما أن النص يطرح أسئلة وجودية واضحة تكشف عن قلق الإنسان، وتساؤلاته حول الوجود والعدم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة