قد نعيش رعبا حقيقا عندما نرى أمرا مخيفا فى التليفزيون أو من مكان بعيد يمكننا رؤية الخطر فيه، ولكن يختلف الأثر النفسى كثيرا عندما يكون الإنسان مشاركا فى هذا الخطر أو جزءا منه لسبب أو لآخر، وهو ما يحلله أطباء النفس.
الدكتور أمجد العجرودى استشارى الأمراض النفسية بالمجلس الإقليمى للطب النفسى يحدثنا عن هذا الموضوع الهام، مشيرا إلى أن رؤية الخطر عن بعد تختلف فى وقعها وأثرها على الإنسان عندما يكون الشخص جزءا من هذا الخطر نفسه، وهو ما يفسر بشكل كبير الهلع الكبير الذى يقع فيه الأهالى بمجرد رؤية أحداث ميدان التحرير مثلا فى حين أن الوقوف فى قلب الحدث يكون أخف وطأة من التصور الذى يصوره البعد عن الحدث ذاته ورؤية الخطر من بعيد.
ويعانى كثير من الناس من آثار نفسية كثيرة جراء هذا الاختلاف وتلك الفروق بين من يشارك فى الخطر والذى يشاهده من بعيد، لذا يجب أن يكون الإنسان حذرا عند مشاهده مثل تلك الأحداث وعدم الانخراط والتفاعل معها بشكل قوى عاطفى ما دام بعيدا عنها، وذلك لأن الأطباء النفسيين يحذرون من أن الإنسان هنا يكون معرضا للإصابة بالهلع والرعب وتضخيم الأمور ويراها أكبر من حجمها، وهو ما يؤثر بشدة على صحته النفسية.