"واشنطن بوست" تدعو أمريكا لجعل الإصلاح الديمقرطى أساس تحالفها مع مصر

الأربعاء، 05 ديسمبر 2012 10:25 ص
"واشنطن بوست" تدعو أمريكا لجعل الإصلاح الديمقرطى أساس تحالفها مع مصر الرئيس محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها الولايات المتحدة على جعل تحالفها الاستراتيجى مع مصر يعتمد على الإصلاح الديمقراطى الذى يقوم به الرئيس محمد مرسى.

وقالت الصحيفة إن الخبر الجيد المتعلق بمصر هو أن إدارة الرئيس الإسلامى محمد مرسى تدعى بصوت مرتفع رغبتها فى شراكة إستراتيجية مستمرة مع الولايات المتحدة. فقد أخبر عصام الحداد، أحد كبار مساعدى مرسى، الأمريكيين فى زيارة لواشنطن هذا الأسبوع إن النظام الجديد يرى العلاقة مع إدارة أوباما مستندة على القيم المشتركة، مضيفا أن هناك إمكانية كبيرة لتطوير أمل جديد داخل المنطقة وحتى خارجها.

لكن الخبر السىء، كما تشير الصحيفة، هو أن مصر مستقطبة بدرجة خطيرة بين جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرئيس والقوى العلمانية والثورية التى لجأت إلى الشارع مرارا فى الأسبوعين الأخيرين احتجاجات على السلطات الواسعة التى منحها مرسى لنفسه فى الإعلان الدستورى الأخير.

لكن الحداد احتج قائلا إن ما قام به مرسى سيعنى أن مصر ستنتقل بشكل أسرع إلى نظام ديمقراطى من الرقابة والتوازنات أكثر مما سيكون الأمر لو سمح لقضاة المحكمة الدستورية العليا الذين عينهم مبارك بحل الجمعية التأسيسية، كما كان مقررا على ما يبدو أن يفعلوا. وأشار إلى أن الدستور الجديد سيضفى الطابع المؤسسى على الحريات والحقوق التى حرم منها المصريون على مدار أكثر من خمسة عقود من الحكم العسكرى.

لكن الصحيفة تقول إن الدستور الجديد هو خليط فى واقع الأمر، فى حين أنه لا يفرض الشريعة أو المعتقدات الأصولية فى البلاد، ويتضمن بنودا ليبرالية، إلا أن الدستور يمنح الجيش حكما ذاتيا "افتراضيا" مع تعيين وزير الدفاع من بين صفوفه وميزانيته يحدها مجلس الأمن القومى وليس البرلمان.

وتمضى واشنطن بوست فى القول، إن المشكلة الأعمق هى أن إدارة مرسى تبدو مقتنعة بالقمع بدلا من السعى إلى التوافق مع المعارضين العلمانيين. وبينما يقول المتحدثون باسمه إنهم يعرفون أن بعض المحتجين أعضاء سلميين فى الحركة التى أطاحت بمبارك، فإنهم يقولون إن الحشود تتضمن أيضا بلطجية مأجورين. وبشكل عام، لم يتضح بعد ما إذا كان النظام يتحرك نحو ديمقراطية صعبة لكن ناجحة أم إلى استبداد جديد.

وكل هذا يجعل إدارة أوباما فى موقف صعب. فالإدارة تريد بشكل يمكن تفهمه أن تحتضن الذى يسميه الحداد الشراكة مع مصر التى كانت أحد أعمدة الإستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط على مدار 40 عاما. وقد عملت إدارة أوباما مع مرسى عن قرب خلال أزمة غزة الشهر الماضى، وانتقدات الخارجية الأمريكية لمرسى لحصوله على سلطات جديدة قد سكتت. إلا أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تعود إلى سياسة تتجاهل القمع داخل مصر، خاصة عندما يكون موجه نحو الحركات الليبرالية العلمانية.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن مرسى كان من المقرر أن يزور واشنطن فى 17 ديسمبر، إل أن الحكومتين المصرية والأمريكية اتفقتا على تأجيل الزيارة لما بعد تنصيب أوباما لولاية ثانية، وهذا سيوفر مزيد من الوقت للحكم إما بأن مرسى يقود بلاده نحو الديمقراطية، أو ما إذا كان سيسعى إلى حل وسط مع المعارضة. وما لم يفعل، فإن الشراكة المأمولة التى تحدث عنها الحداد لن تكون ممكنة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة