هناء المداح تكتب: وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا

الأربعاء، 05 ديسمبر 2012 05:22 م
هناء المداح تكتب: وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرناً على العصر الجاهلى وظهور الإسلام ونزول القرآن الكريم دستورًا للأمة الإسلامية ونبراسًا ونورًا للعالمين، إلا أن عددًا ليس بقليل من الرجال فى عالمنا العربى والإسلامى، ما زالوا مُصرين على التمسك بعادات وتقاليد الجاهلية شديدة السوء، حيث يُوَرِّثونها لأبنائهم باعتبارها مصدرًا للفخر والعزة!، خاصة المتعلقة بكُره إنجاب الإناث وقتلهن، بل ووأدهن أى دفنهن أحياء، إما خشية العار والفضيحة أو خوفاً من الفقر.

تتعرض الكثير من النساء فى عالمنا العربى حتى الآن لشتى صور القهر والتعذيب النفسى من قبل أزواجهن الجهلاء الذين يقومون بتطليقهن ويتخلون عنهن بسهولة بسبب أمر لا دخل لهن فيه وهو عدم إنجابهن الذكور.

ومن لم يتم تطليقها تتعرض إلى أذى لفظى شديد يتمثل فى معايرتها وإشعارها بالنقص من جانب الزوج وأهله طول الوقت!!.

ذكرت بعض الكتب التى أرّخت للعصر الجاهلى أن أصل وأد البنات فى الجاهلية كان نتيجة الغيرة على البنت؛ لأن أحد العرب سُبِيَت ابنته عندما أغار عليه رجل من العرب وسبى ابنته وأخذها، فاستفرشها ووطأها وصارت عنده، فلما أراد أبوها أن يفتديها منه، خيّرها الذى سباها، حيث قال لها: أتريدين أن ترجعى إلى أبيك أو تمكثى عندى؟ فاختارت الذى سباها، فحلف أبوها عندما رأى هذا الأمر لَيَقتُلَنَّ كل بنتٍ تولد له، وقال: ما دامت هذه البنت استغنت عنى واختارت الذى سباها، فإن كل بنت تأتينى سأقتلها، فتبعه العرب على هذا المبدأ، ثم إن منهم من كان يفعل ذلك من إملاق؛ أى: خوف الفقر، ولذلك قال الله عز وجل: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ).

وهؤلاء الساخطون ذمهم الله سبحانه فى قوله: "وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون".

وقال تعالى: { لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل مَن يشاء عقيما إنه عليم قدير"

بدأ سبحانه بذكر الإناث، فقيل: جبرًا لهن لأجل استقبال الوالدين لمكانهما.

وهناك وجه آخر: وهو أنه تعالى قدم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات، حتى كانوا يوئدوهن!، أى: هذا النوع المؤخر الحقير عند العبد مُقدَّم عند الله على الذَكَر فى الذِكر،
وقد نكَر سبحانه الإناث وعرّف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر التأخير بالتعريف.. ثم لما ذكر الصنفين معا، قدم الذكور من باب إعطاء كل ذى حقٍ حقه من الجنسين والله أعلم بما أراد ذلك .

وعن عائشة رضى الله عنها قالت: جاءت امرأة ومعها ابنتان لها وتسألنى، ولم تجد عندى شيئًا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها فأخذتها فشقتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثر ذلك فحدثته حديثها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن ابتلى من هذه البنات بشىء فأحسن إليهن، كُن له سترًا من النار)، رواه البخارى ومسلم وأحمد .

وقد قال تعالى فى حق النساء "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا"

وكذا البنات أيضا قد يكون للعبد فيهن خير فى الدنيا والآخرة، وكفى به قبحًا أنه سخط واعترض على قدر الله وقدره!

وكم سمعنا من قصص أناس تمنوا الأولاد وفعلوا كل ما بوسعهم فكانوا عليهم وبالا، وأناس رضوا بما رزقهم الله من بنات ويعيشون سعادة غامرة فى ظل الرضا بقضاء الله وقدره.

للأسف الشديد.. يحرص الكثيرون من الآباء على الذكور بحجة أنهم ينفعونهم ويعاونونهم مادياً، وهذا يحدث بالفعل، حيث إن الابن بإمكانه القيام بما لا تستطيع أن تفعله الابنة، ولكن أليس من الإجحاف والظلم أن ننسى أو نتغافل ما تقوم به الفتاة؟...فهناك من الأعمال ما لا يستطيع الشاب فعلها.

العجيب أن هؤلاء الجهلاء الساخطين يعتقدون أنه ليس من الفحولة أن تنجب زوجته أنثى!، بل وصل بهم التخلف إلى أن يعتبروا مَن كانت مولوده الأول أنثى فيه نقص وخلل برجولته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم!..

اللهَ أسأل أن يأتى اليوم الذى يتم فيه القضاء نهائيًا على كل هذه الأفكار المشوهة المدمرة التى من شأنها الرجوع بنا إلى عصور الجهل والتخلف والرِدة، وهذا سيحدث بإذن الله عند محاربة الأمية والجهل ومكافحة كل أسباب الانحلال الأخلاقى المنتشرة فى وسائل الإعلام والشبكة العنكبوتية وفى الكثير من الأماكن العامة والتى من شأنها إظهار المرأة العربية فى صور عارية ومُهينة وكأنها سلعة مكشوفة تحيطها الحشرات القاتلة بل والكلاب والذئاب المفترسة من كل حدب وصوب، مما يعطى إيحاء للكثيرين من الرجال ضعيفى الإيمان ومحدودى الوعى بأن كل النساء والفتيات هكذا فيخشون الابتلاء بهن خوفاً من العار والفضيحة!!.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سفر العتيبي-السعودية

وفي قصة الخضر وقصة ام مريم

عدد الردود 0

بواسطة:

المستشار : أحمد حنفى احمد

أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد

امر عظيم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة