تعقد نقابة الصحفيين ندوة لمناقشة ديوان الشاعر محمود قرنى "لعنات مشرقية" الصادر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، وذلك فى الساعة السادسة والنصف مساء الأحد التاسع من ديسمبر الجارى. يناقش الديوان كل من الشاعر فتحى عبد الله، الدكتور محمد السيد اسماعيل، والدكتور يسرى عبد الله، ويدير الندوة الشاعر فارس خضر.
يتألف الديوان من قصيدة واحدة طويلة تقع فى ثلاثة وأربعين مقطعا، تدور فى أجواء سردية معتمدة على دراما المشهد الشعرى، والذى ينطلق من مناطق غير مألوفة فى التراثين العربى والعالمى.
ويبدو الديوان معنيا، فى المقام الأول، بالكشف عن منطقة نادرة فى الثقافة الشرقية تحيلها الأدبيات المستقرة، لاسيما أدبيات الاستشراق، إلى أصداء غير قابلة للاستعادة، باعتبارها ماضيا يؤكد ثقافة المنتصرين، ويحتقر آلام المهزومين.
وتتعزز هذه التمثيلات بقوة الشعرية المعتدة بطاقاتها الجمالية عبر اسكتشافات سردية وتاريخية من خلال صورة الأميرة العربية فى الليالى الألف، وكذلك عبر صورتها منتصرة ومنهزمة فى الحروب العربية، ثم صورتها فى العصور الحديثة عبر نماذج تعبيرية متعددة شرقا وغربا. وتتداخل وسط هذه السرود نماذج معرفية ذات صبغة إنسانية عمقت علاقاتها بالروحية الشرقية مثل الشاعر الهندى رابندرانات طاغور، خورخى لويس بورخيس، والشاعر الألمانى جوته.
وحاول الشاعر محمود قرنى فى ديوانه الجديد "لعنات مشرقية" استعادة التراث العربى كمرجعية معرفية وروحية فى الآن نفسه، بعد أن ظل مطرودا من فردوس النثرية الجديدة التى بدت فى العديد من مفاصلها متهمة بالتغريب وباحتقار الرموز المحلية والعمل على الخفض، من شأنها تلبية لمعايير ما بعد حداثية كانت ومازالت تعبر، فى موطنها، عن إشكاليات سياسية لا ثقافية.