ينعتونى بالمعاق ...!!
وليكن ... حقا أنا معاق...
أنا معاق فلسطينى!!
فمهما اختلفت المسميات لم أعد أخجل من إعاقتى، بل أصبحت على يقين أن الله ابتلانى لمحبته لى، لذا أحاول تقوية عزيمتى بنفسى، أنظر إلى أخى المعافى بحب، لم أعد أطمع فى المشى على قدمى، ولكنى أطمح أن أطور ذاتى، أن أرى الدنيا بمنظور آخر مختلف.
لقد عشت أياما وسنين أمارس حياتى اليومية، دون جديد، لم أكن أحس حينها بمتعة المشى أو الجرى أو اللعب.
كنت أنظر إلى جارنا على كرسيه المتحرك من بعيد، ونحن نلعب كرة القدم أو كرة السلة فى ساحة حارتنا بالمخيم، كنت لا أعره انتباها وأحيانا أخرى أهزأ من وجوده فى الجوار وهو يصفق لنا على الفوز، ويشاركنا بتمتماته المبهمة، فى حين كان البعض يمازحه وكأنهم يعون ما يقوله ذاك الجالس على الكرسى.
لم أكن أعلم ما هو سر متابعته لنا فى كل اجتماع لنا فى ساحة المخيم... وكأنه يعلم موعدنا ويسبقنا إليه، كنت أنظر إلى وجوده بشىء من الضيق، وكأنه أتى لينغص علينا لعبتنا ومتعتنا، ودارت الأيام... وهاجمتنا حرب غزة برحاها الطاحنة، لأجد نفسى أسير ذلك الكرسى البغيض، وها أنا أحاول أن أكون فى شجاعة ذلك الشخص الذى أخذ الله منه الحركة، وحباه القوة والشجاعة فى مواجهة المجتمع، وأحاول جاهدا الشعور بالسعادة المفقودة فى أشياء أخرى عوضنى الله بها، لأجد حياة جديدة وإخوة جددا، لهم عالم جميل، وبسيط، يمتاز بالشفافية وطيبة القلب، لا يعرف من ابتلاء المادة شيئا، لذا أوجه همسة إلى الجميع وأنا ما زلت حبيس كرسيى هذا... ما زال هنالك أمل فى إشراقة شمس يوم جديد على الجميع على حد سواء.
وربما أخذ الله منا شيئا ولكنه حبانا أشياء أخرى كثيرة، وجميلة.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة