محمد على عبد الهادى يكتب: فتنة الإعلان الدستورى

الأربعاء، 05 ديسمبر 2012 01:08 م
محمد على عبد الهادى يكتب: فتنة الإعلان الدستورى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم إنها فتنة الإعلان الدستورى، التى أتت لتضرب موعدا مع الفوضى..إعلان أتت صياغته ركيكة، وأصبح المكون الأساسى لهذه المشكلة بدلا من أن يكون جزءا من الحل، رغم توافق كل القوى السياسية تقريبا على بعض بنوده، ومطالبة الثوار بها.

إعلان أدى إلى حالة من الصراع والعناد، بين رفقاء النضال ورفقاء الميدان فضاع كل ما هو وطنى فى المنتصف..أعلم تماما أن عملية التحول من الثورة إلى الدولة هى من أصعب الفترات التى تمر بها الثورات.. لكن يبدو وكأننا نريد إعادة اكتشاف العجلة فأصبحت كل الأطراف جزءا من المشكلة... أقول ذلك وأنا أشاهد رئيسا وعد بتوافق حول الدستور، أثناء ترشحه فكيف يتخلى عن وعده الآن.. أقول ذلك لرئيس أراد أن يعلى المصلحة على كل شىء، وهو فى ذلك على حق، لكن لابد أن يتم تقدير المصلحة تحت مظلة القانون، وليس بقرارات تثير الشارع السياسى كله عن بكرة أبيه ... لا أصدق أن رئيس الجمهورية اعتقد أن نهاية الأزمه بإعلانه الاستفتاء على الدستور بهذه السرعة، فى ظل وجود هذا الانقسام واعتراض البعض على بعض بنوده... أعتقد أنها بداية الأزمة الحقيقية وقد تدخل بمصر كلها إلى النفق المظلم ... ورغم أن هذا الدستور من أفضل الدساتير التى وضعت فى مصر لكن أيضا هناك ما يدعو للقلق فى ظل سياسة العناد التى تمارسها جماعة الإخوان المسلمين وحزبها وكان الأولى على رئيس الجمهورية دعوة جميع القوى السياسية والجمعية التأسيسية للتحاور حول المواد الخلافية فى الدستور للوصول إلى نسبة من التوافق قبل طرحه على الاستفتاء كما يجب على القوى السياسية ألا تفرض شروطا من أجل الجلوس على مائدة الحوار فى لحظة عصيبة يمر بها الوطن.

أقول ذلك، وأنا أتعجب من محكمة دستورية أصبح لها متحدث رسمى وتعلق على القرارات السياسية فى سابقة سيشهد بها التاريخ.... أتعجب من هذا التفكك فى القوى السياسية التى تتفق فقط فيما بينها على الاعتراض والرفض ولا تتفق على مطالب موحدة .... أتعجب من حالة الانسحاب من أجل الانسحاب كما حدث فى اللحظات الأخيره للجمعية التأسيسية... فأنا لم أجد مبررا لانسحاب الكنيسة على سبيل المثال، رغم أنها وافقت على مواد الدستور، ووقع ممثلها، كما أنه أول دستور نص صراحة على أن نحاكمهم إلى شرائعهم وغير ذلك من المنسحبين ... حقا يبدو أن الثورة أكلت أولادها ولك الله يا مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة