ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه البارحة بالماضى، فالتاريخ يمر وتبقى حاشية الملوك كما هى "بطانة سوء"، تملى على الملك حتى تفسده تماماً، ففى عصر الفرعون الأول لمصر، عرض عليه موسى عليه السلام أن يؤمن بالله، وفى المقابل يبقى له ملك مصر وأنهارها بالإضافة لنعيم الآخرة، الذى يفوق السماوات والأرض، فما أراد أن يفكر فرعون، فى هذا العرض إلا وقد أتى عليه هامان وحاشيته بوساوس الشياطين، ليخرج على الناس ويقول لهم "أنا ربكم الأعلى"، وفى سبأ لما قالوا لملكتهم "نحن أولوا قوةٍ وأولوا بأسٍ شديد والأمر إليكِ فانظرى ماذا تأمرين.." فأظهروا لها القوة وقدموها.
وحتى لا أطيل عليكم فالأمثلة فى التاريخ طويلة حتى التاريخ الإسلامى والعصر الحديث لم يخل من بطانة السوء، وما عصر مبارك منكم ببعيد، أما الدكتور محمد مرسى فقد سبقته حاشيته للحكم قبل أن يتولى هو منصبه، فالثورات تقوم لتحرر البلاد من حكم الديكتاتور وتحرر الشعوب من استبداد الحاشية.
إلا أن هذه المرة الحاشية تطل علينا بنكهة إسلامية، وتستغل العاطفة الدينية لدى المصريين لتتستر بداخلها، وما من يوم إلا وترى البلتاجى والعريان يطلان علينا برأسيهما عبر الإعلام – الذى يتهمانه بالفلول ويكذبانه – ليقولا لكل من يعارضهما إنه كذاب يسعى لعودة فلول النظام السابق لحكم البلاد، ونسيا أنهما كانا على صلة ومصالح مباشرة بالنظام السابق وتفاصيل تعرفانها جيداً لضمانة بقاء أنفسهم على الساحة السياسية وتمكينهم من السلطة حتى ولو على حساب بيع كرامتهم وكرامة الشعب المصرى.
يا بطانة السوء اتقوا الله فى مصر، فالشعب البرئ وبعيد تماماً عن حساباتكم السياسية المدنسة التى لا تعرف ديناً ولا منهجاً سوى السعى وراء السلطة البائدة.
العريان
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
