إذا كنت تسأل عن الحالة النفسية للمتظاهرين، أمس، أمام قصر الاتحادية، فهى فى أعلى درجاتها، فالجميع فى تلاحم يرددون هتافات، «عيش _ حرية _ إسقاط التأسيسية»، لأول مرة منذ عام الثورة الأول يناير 2011، تجتمع أغلب طوائف المجتمع المصرى، مسلمين وأقباطا وبهائيين وألتراس وصحفيين وموظفين وطلبة وصعايدة، العائلات عادت من جديد فى قلب الميادين، جميعهم على قلب رجل واحد "الوطن أولاً وأخيراً".
جولتنا كانت فى محيط قصر الاتحادية، وتحديداً فى مسيرة مسجد الفتح التى خرجت لرفض الإعلان الدستورى، المسيرة كانت نموذجاً لما يحدث أمس، الجميع يسير فى خط مستقيم واحد كل فترة ينضم إلينا العشرات، فى مقدمة المسيرة وبالخلف كانت ترفرف أعلام تحمل صور شهداء الثورة «سالى زهران، أحمد بسيونى، سيف الله مصطفى، محمد محروس»، المجموعة البكر التى عرفت إعلامياً بـ«الورد اللى فتح فى جناين مصر»، وأيضاً تواجدت أعلام تحمل صور شهداء محمد محمود «الشيخ عماد عفت وأنس طفل الألتراس وآخر شهداء الثورة جيكا»، جميعهم كانوا الأبطال الحقيقيين للمسيرات الغاضبة، شاركونا الهتاف، بكت أرواحهم، ثبتوا الهمم، فأمس باسم الشهيد تتجدد دماء الثورة.
فى صفوف المسيرات التى انطلقت من مسجدى الفتح والنور والميدان توحدت الهتافات لإسقاط التأسيسية والإعلان الدستورى، الجميع التحم دون السؤال عن هوية جاره بالمسيرة، رامز صديقى القبطى كان يهتف بجوارى رفضاً لميلاد فرعون جديد، على كفيه صليب وعلى جواله صورة لصديقه الشهيد مينا دانيال، كل دقيقة تقريباً يتذكر موقفاً جمع بينه وبين دانيال أيام الثورة الأولى، كلما طرأ موقف مشابه يتذكر رامز قائلاً، «كان يحلم بالدستور الجديد، الذى سيضم حقوقاً متساوية للجميع، كنا نجلس على قهوة عم بحر أمام هيلتون رمسيس ونرى الثراء الفاحش الذى يعيشه البعض وأمامهم آلاف الفقراء يشربون المياه غير الصالحة ويتنفسون الهواء الملىء بالعادم، يكدحون يومياً من أجل توفير لقمة العيش، من أجل توفير التعليم لأطفالهم، من أجل تجنيبهم تكرار مأساة يعيشها والده يوميا"، وأمام قصر الاتحادية يتذكر رامز كلمة مينا، التى ظل يرددها مراراً وتكراراً على أصدقائه، قال باكيا لأول مرة بعد رؤيته لمليونية أمس، «الثورة مستمرة ومش هتنتهى إلا بتحقيق المساواة للجميع وتحقيق حلم العدالة الاجتماعية».
لم يكن رامز وحده من أصدقاء الشهيد مينا دانيال الذين تجمعوا أمس، سواء فى ميدان التحرير حاملين أعلاما بيضاء طبعوا عليها صورة الشهيد مينا دانيال، جميعهم كانوا يهتفون متعانقين مع باقى الميدان المتأرجح بين المطالبة بالعدالة الاجتماعية وإسقاط التأسيسية والإعلان الدستورى، وبين إسقاط نظام الرئيس المنتخب نفسه، مينا بطرس أحد حاملى الأعلام، 22 عاماً، وأحد المؤيدين لإسقاط نظام محمد مرسى، ليس فقط لانتهاكاته المستمرة لحقوق المصريين، والتى كان آخرها الإعلان الذى وصفه بـ"غير الآدمى"، بل لوجود ثأر شخصى بينه وبين الرئيس، فهو لم يقتنص إلى الآن لحق مينا دانيال.
يقول بطرس، «فقدان مينا دانيال كانت صفعة قوية للجميع، أصدقائه وأهله، فقدناه وقت حكم العسكر، ورغم أننا لا نثق فى حكم أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين، إلا أننا رضينا بما جاءت به صناديق الانتخاب، وانتظرنا أن ينزل العدل، وأن يأتى بالقصاص لروح مينا وروح جميع الشهداء، ولكننا فوجئنا أنه يبايع المجلس العسكرى ويبايع الشرطة ويرفض إعادة هيكلتها، انتظرنا حكم القضاء فى قضايا قتل المتظاهرين لكن أحكام البراءة توالت كالمصائب، ثم تأتى الداخلية وتعلن براءتها من دماء الشهداء، وأخيراً يطعن الرئيس على آخر حق شرعى لنا، ويحصن نفسه وقراراته ضد القضاء، كل هذا ولا تريدنا أن نثور عليه ونطالب بإعادة حقوقنا الضائعة».
«جيكا صديق الحلوة والمرة»، هكذا وصفه أصدقاؤه من جماعة الألتراس، الذين أشعلوا الميدان ومحيط قصر الاتحادية بهتافاتهم الحماسية عن القصاص واستبداد النظام واستمراره فى عرض حلقات إهانة المواطن وإهدار دمه، إن لزم الأمر، لتحقيق مصالحه، بعضهم رفض بالطبع الحديث لأنهم لا يتعاملون إعلامياً ويكتفون بالرد العملى فى الشارع، وبعضهم تحدث معنا ليس فقط عن جيكا ولكن عن إصرارهم فى الاقتناص لحقه، يقول " س.س"، 13 عاماً، «جيكا آخر شهداء شارع محمد محمود، قتل وهو بيننا برصاص الداخلية، ومن يقول غير ذلك فهو مجرم، جيكا كان دائماً فى الصفوف الأمامية، رأيه كان واحداً لم يتغير، كان يطلب، بسلمية، القصاص الشرعى للشهداء، القصاص الذى لم يمهله القدر أن يعيشه، ولكننا اليوم سنطالب بتحقيق القصاص، إن كانت تخاذلت عننا أجهزة الدولة وتصر على إخراجنا فى صورة البلطجية أو حتى مثيرى الشغب، فاليوم الجميع عرف من هم الألتراس، ولن نتخلى عن حرية الأرض أو تحقيق القصاص للمرحوم جيكا».
عماد عفت شهيد لا إله إلا الله، راياته كان له نصيب كبير من التواجد بين المتظاهرين، حاملو رايات عفت أكدوا أنهم لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين أو لأى مرجعية أيدلوجية، ولكنهم يؤمنون بحق الشهيد وحق القصاص الذى أنزله الله فى كتبه السماوية الثلاثة، قال أحمد العربى، أحد حاملى الرايات، «التقيت الشيخ عفت فى ميدان التحرير، أنا لا أنتمى لعائلته الكريمة التى تعرفت عليها مؤخراً أو حتى يمكن أن أعتبر نفسى من أصدقائه، ولكن هذا الرجل كان يتحدث معنا بقلب مؤمن، بالله ورسوله وبالعدل والحق والمساواة وبعقل رجل ثائر».
يكمل العربى، «اليوم وجودنا ليس لإسقاط الرئيس، ولكن للإصرار على إسقاط ما سماه الرئيس المنتخب بالإعلان الدستورى، فكما قال الرئيس، نحن ننفذ أعينونى إن أخطأت، ألم يطالبنا بالثورة ضده فى حالة خروجه على الشرعية؟، وكل ما نقوم به خوفاً وحرصاً على حق بلدنا وحق شهدائنا الذين إلى الآن لم يأت الرئيس المنتخب بحقهم، وأقول له ياسيادة الرئيس لا تدفع الناس للعناق على شعار ارحل المتناثر فى جميع الميادين بلا استثناء محافظة».
موضوعات متعلقة..
◄7 حركات ثورية تعلن رفضها لسياسة مرسى وتحذر من "حرب أهلية"
◄بالفيديو.. الهدوء يسود ميدان التحرير والمعتصمون يلجأون لخيامهم
◄معتصمو الاتحادية يلجأون للخيام وقوات الأمن تعود لشباك ديوان المظالم
◄معتصمو الاتحادية ينصبون 6 خيام استعدادا للدخول فى اعتصام مفتوح
◄دومة من الاتحادية: تجاهل الرئاسة لمطالب الثوار سيقابله انفجار الشعب
◄"المصريين الأحرار" يعلن اعتصامه بالاتحادية لإسقاط الإعلان الدستورى
◄الحرية والعدالة ينفى علاقته بـ"النفير العام".. ويصفه بـ"المكذوبة"
◄حزب "الدستور" يقرر الاعتصام أمام قصر "الاتحادية" حتى يوم الجمعة
◄منصة التحرير تهدد بطرد جبهة الإنقاذ إن لم تطالب بإسقاط مرسى
◄البلتاجى: هناك أطراف سياسية تريد عودة البلاد إلى نقطة "الصفر"
◄"البناء والتنمية": مطالب بتنظيم مليونية للرد على مظاهرات الاتحادية
◄البلتاجى: هناك أطراف سياسية تريد عودة البلاد إلى نقطة "الصفر"
◄القوى الإسلامية تصدر بياناً حول اجتماعهم الطارئ
◄مظاهرة أمام منزل مرسى بالزقازيق.. والإخوان ينفون اقتحام مقارهم
◄منصة التحرير تعلن عن مليونية الكارت الأحمر الجمعة القادم
◄العريان يدعو القوى السياسية للحوار مع الرئيس للخروج من الأزمة
◄"سكاى نيوز": مرسى يجتمع بقيادات من "الحرية والعدالة" لبحث الموقف
◄جبهة الإنقاذ: سندعو لإسقاط شرعية الرئيس فى حالة رفض مطالب المتظاهرين
◄محمد غنيم: شعب مصر من يدير الحراك فى مصر الآن وليس النخبة
◄ ميدان التحرير يحذر الرئيس من التعرض لمسيرات "الاتحادية"
◄ مسيرة تجوب الشوارع المحيطة بقصر "الاتحادية "لرفض الإعلان الدستورى
◄ مسيرة شعبية من شبرا تصل ميدان التحرير
◄ وصول مسيرة مسجد النور إلى قصر الاتحادية لرفض الإعلان الدستورى
◄ وصول مسيرة لمتظاهرين بالملابس السوداء وأعلام مصر لميدان التحرير
◄ شرطة عسكرية تحمى "الدفاع" أثناء مرور مسيرة لمتظاهرى "الاتحادية"
◄ سيدة تقتحم الأسلاك الشائكة وتصل لقصر الاتحادية
◄ مسيرة طلعت حرب تهتف: "الثوار بيقولوا لمرسى الزنزانة بعد الكرسى"
◄ مسيرة مسجد النور تتجه إلى "الاتحادية" للمشاركة فى مليونية الإنذار الأخير
◄ قبطيات يتشحن بالسواد فى مسيرة شبرا احتجاجاً على الإعلان الدستورى
◄ انطلاق مسيرة طلاب عين شمس للمشاركة فى مليونية "الإنذار الأخير"
◄ مدير أمن القاهرة تفقد محيط "الاتحادية" قبل مليونية "الإنذار الأخير"
◄ انطلاق مسيرة حاشدة من الوفد بمشاركة "البدوى" وطاهر أبوزيد
◄ الحشود تزحف للاتحادية بشارعى بغداد والميرغنى بمليونية الإنذار الأخير
◄ اشتباكات بين طلاب الإخوان والمتظاهرين بكلية تجارة عين شمس
◄ مسيرة "الصحفيين" تصل التحرير للمشاركة بمليونية الإنذار الأخير
◄ المتحدث العسكرى: الجيش لم يدفع بأى قوات لتأمين "الاتحادية" اليوم
أصدقاء الشهداء يشعلون ثورة جديدة أمام "الاتحادية".. ومطالبات بالعيش والحرية وإسقاط التأسيسية.. وأصدقاء "جيكا" يطالبون بالثأر
الأربعاء، 05 ديسمبر 2012 01:39 م