يوسف زيدان: نحن فى مأزق بوصول الإسلاميين للحكم والتطرف يولّد التطرف.. وحكوماتنا ترى الكُـتّاب خطراً قومياً.. وهناك قلة متميزة من النقاد فى مصر ولكن الغالبية بائسة ولا توجد حركة نقد حقيقية

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 08:56 ص
يوسف زيدان: نحن فى مأزق بوصول الإسلاميين للحكم والتطرف يولّد التطرف.. وحكوماتنا ترى الكُـتّاب خطراً قومياً.. وهناك قلة متميزة من النقاد فى مصر ولكن الغالبية بائسة ولا توجد حركة نقد حقيقية يوسف زيدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أنا يا هيبا أنت، وأنا هم... ترانى حاضراً حيثما أردت، أو أرادوا. أنا الإرادة والمريد والمراد». هكذا يتكلم «عزازيل» فى رواية المصرى يوسف زيدان التى تحمل العنوان نفسه، وحصلت على جائزة «البوكر» العربية العام 2009، وتمّت أخيراً ترجمتها الإنجليزية، التى أنجزها جوناثان رايت وأصدرتها دار «أتلانتيك بوكس» على جائزة «أنوبى». زيدان، الروائى والمتخصص فى التراث العربى المخطوط وعلومه، له مؤلفات وأبحاث فى الفكر الإسلامى والتصوف وتاريخ الطب العربي، وتتميز أعماله الأدبية بخصوصية، سواء فى بنية السرد واللغة أو على مستوى الفكرة والموضوع. وقبل «عزازيل» صدرت له رواية «ظل الأفعى»، وأصدر كذلك روايتى «النبطي» و «محال»، والأخيرة هى عمل أول ضمن ثلاثية يستعد لإصدار الجزء الثانى منها تحت عنوان «جوانتنامو»، والجزء الثالث عنوانه «نور».
أجرت صحيفة الحياة هنا حوار معه:

> من «ظل الأفعى» إلى «محال» هناك تنوع ثرى وأصيل، وخصوصاً فى «عزازيل» و «النبطي»، ما جعلنا نرى بعض النقاد يشير إلى وجود فارق فى الأسلوب وبنية النص، فهل ترى أن «ظل الأفعى» و«محال» ظلمتا نقدياً؟

- التنوع هو أمر لا غنى عنه فى الكتابة الروائية، بل هو واحدٌ من أهم شروطها. والعجيب أن نفراً ممن يظنون أنهم «نُقاد» يُنكر على ذلك، وبعضهم تطرّف فى الخَبَال، فقال إن الذى كتب هذه الرواية غير الذى كتب تلك. وهو ما يظنون أنه هجوم عليّ، مع أننى أراه مدحاً يقدّمونه لأعمالى من حيث لا يشعرون. ولا أستطيع القول إن هاتين الروايتين لقيتا ظُلماً نقدياً، بل بالعكس، أرى أنهما حظيتا بدراسات نقدية كثيرة ومنشورة فى أماكن عدة. وعموماً، فإن ما يهمُّنى أكثر من «النقاد» هم القراء، فهؤلاء هم الذين أكتب من أجلهم بلا وساطة. استقبل القراء رواية «ظل الأفعى» فى شكل لافت، وصدرت منها حتى الآن ثمانى طبعات، عدد نسخها أربعون ألفاً، وصدرت من «محال» ثلاث طبعات، كلٌّ منها عشرة آلاف نسخة، ومع ذلك فهناك نقص فى المكتبات، لأن الطبعات تنفد فور صدورها، فكيف لى أن أقول إن ثمة ظُلماً للروايتين، نقدياً أو غير نقدى.

> فى «عزازيل» نلاحظ دقة البحث والغوص فى الجانب المادى والروحى للأقباط وهو ما يدل على دقة ووعى بالشخصيات، ما يجعلنا نتساءل عن الجهد المبذول قبل الكتابة وخلالها، كيف تقيّم ذلك الآن؟

- لا يجوز لى أن «أقيّم» ما أكتب، فهذا حق القارئ وحده، وهو صنعة الناقد أيضاً، ولا يحق لى المزاحمة فى ذلك. وكل ما يمكننى أن أُخبرك به فى هذا السياق، هو أننى أُدقّق كثيراً فى تفاصيل النص الروائي، وأعيد كتابته مرات كثيرة قبل النشر، مستخدماً معارف كثيرة، ومستغرقاً فى معاناة طويلة لتقديم نصٍّ يليق بالقارئ الذى أحترمه احتراماً يفوق اعتقادى بأننى مبدع.

> ما شعورك تجاه الغضب الذى انتاب مراجع دينية قبطية من محتوى «عزازيل»؟

- علاقتى بالأقباط وغير الأقباط من أتباع الكنائس المسيحية جيدة، قبل صدور «عزازيل» وبعد صدورها، والأزمة المعروفة أثارتها جماعة من رجال الدين المسيحى الذين كانوا يلعبون دوراً سياسياً مرسوماً لهم لأهداف لا علاقة لها بالرواية، ولو كان هؤلاء صادقين حقاً فى موقفهم، لاهتموا بمناقشة كتابى «اللاهوت العربي» بدلاً من الصخب الذى أثاروه عقب صدور رواية «عزازيل»، التى استُقبلت بحفاوة فى الغرب المسيحي، وخصوصاً فى إيطاليا، حتى أنها مدرَجة هناك ضمن أعلى الكتب توزيعاً. فى هذا الصدد، أرى أن هناك حاجة إلى إعادة النظر فى المفاهيم والتصورات العامة، فهذا شرط ضرورى لتطور الوعى العام، بصرف النظر عن مصالح أصحاب المذاهب الذين يلعبون بالدين سياسياً.

> هل فى مصر حركة نقدية واعية تساير حركة الإبداع الكثيفة؟

- بالطبع لا. هناك قلة متميزة من النقاد، ولكن الغالبية بائسة، ولا يمكن بأى حال أن نقول بوجود «حركة نقدية»، وإلا فما هى ملامح هذه الحركة؟ وأين حضورها فى الواقع الثقافى العام؟ وما هى التوجهات الأساسية لها؟

> هل نحن فى مأزق بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم عقب «الربيع العربى»؟

- طبعاً، نحن فى مأزق قديم ومتجدد، والأمر مرهون اليوم بوعى الجماعات المستنيرة وقدرتها على مواجهة أفكار التطرف الدينى الإسلامى والمسيحي، لأن التطرف يولّد التطرف، مثلما يولّد العنفُ العنفَ.

> كتابك «اللاهوت العربى» لم يُلتفت إليه بالقدر الكافى، مقارنة بما حظيت به رواياتك؟

- بالعكس، الكتاب نال اهتماماً كبيراً عند صدوره العام 2010 وصار فى تلك السنة «أعلى الكتب العربية توزيعاً»، وفق ما نشرت مكتبات بيع الكتب فى مصر والدول العربية، لكن طبعاته قلّت بعد الثورة المصرية لأسباب عدة. وبالطبع، نحن العرب نعانى -عموماً- انسحابَ الفكر الفلسفى لصالح الأفكار الدينية المتشددة التى لا تطيق النزعة الفلسفية ولا تتقبّلها. هذا واقع لا يمكن إنكاره.

> فى رواية «محال» نجد البعد الصوفي، عكس ما نراه فى «عزازيل» و«النبطى»، هل هذا صحيح؟ أم أنه قصور فى الرؤية؟

- اللغة التى أكتب بها عموماً هى صوفية الإيقاع، وسيظهر التصوف بجلاء فى روايتى المقبلة «غوانتنامو»، وهى الثانية فى ثلاثية الروايات التى كانت «محال» الأولى منها.

> لماذا الثقافة العربية غائبة عن المشهد الثقافى العالمى؟

- للأدب العربى حضور ما على الساحة الدولية، خصوصاً بعد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988، ولكن هذا الحضور ضعيف، بسبب تقاعس الحكومات العربية عن دعم كُتّابها والاحتفاء بهم وتقديمهم للعالم، مثلما تفعل الدول الغربية مع مؤلفيها، الذين تعتبرهم كنزاً قومياً، بينما يظنونهم هنا «خطراً قومياً».

> نميل كثيراً إلى التصنيف، فتارة نلهث وراء «الواقعية السحرية» عند ماركيز، وتارة أخرى وراء ما بعد الحداثة فى أعمال كتاب آخرين... هل نفتقد كعرب رؤيتَنا الخاصة عبر الكتابة وعبر رصد واقعنا، سواء كان هذا الواقع هو الماضى أو هو المعيش أو حتى المستقبلى؟

-لا أظن ذلك. كل ما فى الأمر هو أن الناس فى بلادنا يبحثون عن الجديد، مثلما يفعل الناس فى كل مكان، ويتأثرون بما يجرى فى الساحة الإبداعية العالمية، وهذا أمر ليس فيه مجال لأى لوم.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد التواب حامد أحمد

أنتو هاتعيشوها علينا

الإسلام دين الصلاح و منارة الحرية و طارد الفساد

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري وأفتخر

خليك محضر خير يا أ يوسف الأسلام لا يولد تطرف وإنما مثيري الفتن هم من يريدوها نار

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

بدون القضاء المقاطعة هى الحل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

نعم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الشربينى

الأخ رقم 3 -

القضاء سيمارس مهمته الزطنية بالاشراف على الاستفتاء

عدد الردود 0

بواسطة:

د. خالد حسن

عتاب و رجاء

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف سرور

سفهتم الناس

عدد الردود 0

بواسطة:

الحارثي

يسقط يسقط حكم المرشد

عدد الردود 0

بواسطة:

أ.د. طارق حسن المتولي

فهم وعلي حسب رأيك في معظمهم بائسيون

عدد الردود 0

بواسطة:

شجرة الدر

انتم الي في مأزق !!!!!!!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة