خيم الهدوء الحذر على الأجواء بين المتظاهرين من الثوار والقوى السياسية، المعتصمة فى التحرير، لليوم الحادى عشر على التوالى، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى الذى أصدره الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة دستور يمثل كل المصريين بعد رفض المنتج الذى أعلن الرئيس يوم 15 ديسمبر الجارى موعدا للاستفتاء الشعبى عليه.
استعدادات خاصة تشهدها الليلة، نظرا لما تم الإعلان عنه من مسيرات متوجهة إلى قصر الاتحادية غدا، الثلاثاء،كخطوة تصعيدية من القوى الرافضة للقرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية، التى دعت إلى الدعوة لمليونية "الإنذار الأخير"، وبعد أن تمر من لجان التفتيش على مداخل الميدان المختلفة، وتلك اللجان من المعتصمين أنفسهم، لتطأ قدمك داخل أرض الميدان، تستمع لمكبرات الصوت التى تبث بصفة دائمة الأغانى الوطنية لبث الحماس بداخل المعتصمين، وتتوقف فى بعض الأحيان لإعلان أى مستجد يطرأ على المشهد السياسى العام.
هناك شخصيات عامة من ممثلين أو سياسيين، تراها متواجدة فى حلقة نقاشية وسط عدد من المتظاهرين، الذين يحرصون على سماع آرائهم فى الأزمة الحالية، يتجدد المشهد عندما تتجول بين الخيام فى صينية الميدان، خاصة أن كل خيمة كُتب عليها ما يوضح إن كانت للمبدعين أو لحزب سياسى أو لمواطنين لا ينتمون لأى من الجهات الرسمية المعتصمة.
تتجول داخل الميدان حتى تصل بك قدمك إلى أطرافه لتتأكد أن هناك اشتباكات متوقفة اتسمت بها الأيام الماضية بين المتظاهرين ورجال الأمن، سواء كانت فى شارع محمد محمود أو قصر العينى أو سيمون بوليفار أو محيط السفارة الأمريكية، إنه الهدوء الذى يسبق العاصفة، كما وصفه عدد من المعتصمين، الذين أكدوا على مشاركتهم غدا، الثلاثاء، فى المسيرات التى ستتوجه لقصر الاتحادية، داعين أن تمر الأمور بسلام ،بعد وصف احتجاجاتهم بالسلمية، وأنهم ليسوا دعاة تخريب، لكنهم يخشون أن يندس أحد الغرباء داخل صفوفهم لتعكير المشهد السلمى، لذا أعلنوا لـ"اليوم السابع"، عن تجهيز الميدان لنقاط تفتيش جادة على مداخله المتعددة غدا، حيث سيتواجد ما يقرب من 10 إلى 15 معتصمًا على كل مدخل للميدان.
وكشف عدد من المعتصمين، أن الباعة الجائلين يتعاونون معهم حيث يلقون القبض على من يحاول إفساد أو تشويه اعتصامهم، بالإضافة إلى مجموعات تجوب الميدان بصفة دائمة لمنع أية اشتباكات أو تحرش بهم قد يفتعلها البعض، وذلك فى ظل الدعوة المستمرة بينهم للتوحد وراء مطالب واحدة وصوت واحد مستشهدين رفضهم المستمر لأى فكرة يطرحها ممثلو القوى السياسية المتواجدة بإقامة منصة ثانية، بخلاف المتواجدة حاليا، والتى يلتفون حولها ويعتبرونها منبرا للجميع.
وأكد الدكتور عبد الرحمن يوسف، أحد المعتصمين فى الميدان، لـ"اليوم السابع"، أن المستشفيات الميدانية الأربعة تم تجهيزها بالمواد الطبية اللازمة استعدادًا ليوم غد، حيث سيتواجد أربعة أطباء ومثلهم مساعدون فى كل نقطة ميدانية لتقديم العلاج السريع للحالات التى تتعرض للإصابة أو أى طوارئ قد تستجد فى الميدان،محددا الأماكن التى تتواجد فيها تلك النقاط العلاجية، وهى"صينية الميدان ومدخل شارع طلعت حرب ومدخل باب اللوق وأمام المجمع".
هدوء حذر فى التحرير قبل ساعات من مليونية الإنذار الأخير.. توقف الاشتباكات.. ولجان تفتيش على المداخل.. وتعاون بين المعتصمين والباعة للقبض على الدخلاء.. ومعتصمون: إنه الهدوء الذى يسبق العاصفة
الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 12:40 ص