فورين أفيرز: الإخوان أساءوا فهم نتائج الانتخابات واعتقدوا أنها تمنحهم ولاية للحكم دون الاكتراث بالمعارضة.. الجماعة تعتقد أنها وحدها المؤهلة لإعادة بناء مصر بفضل المستوى العلمى لأعضائها

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 10:21 ص
فورين أفيرز: الإخوان أساءوا فهم نتائج الانتخابات واعتقدوا أنها تمنحهم ولاية للحكم دون الاكتراث بالمعارضة.. الجماعة تعتقد أنها وحدها المؤهلة لإعادة بناء مصر بفضل المستوى العلمى لأعضائها الرئيس محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية على تطورات الأسابيع الأخيرة فى مصر، وقالت إن سوء التقدير الذى قام به الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، هو اعتقادهم أن الجميع فى مصر يفهمون نتائج الانتخابات بالطريقة التى يفهمها بها الإخوان. بمعنى آخر، أن الفوز فى تلك الانتخابات يمنحهم ولاية للحكم مع عدم الاكتراث بمن يحتمل أن يعارضوا.

وأوضحت الدورية الأمريكية، فى تقرير كتبه ستيفين كوك، الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، أن هناك مجموعة متنوعة من التفسيرات للمحن التى تشهدها مصر. فالبعض يقول إن قرارات المجلس العسكرى فى فبراير ومارس 2011 وتوقيت المرحلة الانتقالية له دور فيما يحدث. فى حين يشير آخرون إلى عدم وجود دستور دائم وحل البرلمان يونيو الماضى. ويقول هؤلاء إن عدم وجود القواعد والأنظمة والقوانين ترك البلاد عرضة لأهواء الجنرالات غير الأكفاء ثم للإسلاميين السلطويين. وفى نفس الوقت، فإن المعارضة الليبرالية والعلمانية تخشى الإيديولوجية الإسلامية للرئيس مرسى، الذى كان قياديا بجماعة الإخوان المسلمين، فالدستور الجديد يتضمن تفسيرا معينا للشريعة الإسلامية، كما أن الإخوان نظموا مظاهراتهم يوم السبت الماضى، تحت عنوان "إنقاذ الشريعة" من المعارضين الذين تأكدت مخاوفهم بالفعل من هذا الدستور.

ويمضى الكاتب قائلا: هناك حقائق فى كل هذه التفسيرات. فتوطيد نظام سياسى جديد كان يمكن أن يكون أسهل لو وضع المجلس العسكرى خطة معقولة للتحول الديمقراطى، ولو لم يقم الضباط، بتوصية من المحكمة الدستورية العليا، بحل البرلمان، أو لو كانت صياغة الدستور الجديد أكثر شمولا. لكن الجمود فى السياسة المصرية أصبح أعمق، وقرارات مرسى الجديدة التى يمنح بها لنفسه سلطات فوق القانون، وتعيد محاكمة مبارك والإسراع فى صياغة الدستور من قبل جمعية يهيمن عليها الإخوان المسلمين، وعدم رغبة مرسى فى الاعتراف بالمخاوف المشروعة لملايين المصريين، تنجم عن وجهة نظر عالمية ينبغى أن تكون مألوفة للمصريين.

وترى فورين أفيرز أن الإخوان المسلمين، مثل الضباط الأحرار الذين جاءوا على السلطة عام 1952، وقدموا جمال عبد الناصر والسادات ومبارك، وهم مثلما يصفهم عالم الانثروبولوجيا بجامعة يال الأمريكية جيمس سكوت بالحداثيين للغاية. والحداثية الشديدة التى تعلق أهمية قصوى على المعرفة العلمية والنخب ذات المهارات الخاصة، بطبيعتها استبدادية. وربما يبدو غريبا تسمية الإخوان بذلك، حيث إن المحللين فى مراكز الأبحاث يتعاملون معها باعتبارها حركة دينية. لكن فى الواقع استخدمت الجماعة الدين لتحقيق أجندة سياسية. والقول إن قادة هذا التنظيم من الهواة عندما يتعلق الأمر بالإسلام يكون من باب المبالغة، إلا أن الغالبية منهم من الأطباء والصيادلة والمحامين والمهندسين، يفكرون أنهم مؤهلون بشكل فريد لإعادة بناء مصر ويسعون بشكل لا نهاية له على ما يبدو نحو الحداثة. فضلا عن ذلك، هم يعتقدون أن الشعب وكل إليهم مسئولية فعل ذلك نتيجة للانتخابات الحرة والنزيهة التى أجريت فى أواخر العام الماضى.

وتقول الدورية الأمريكية إن يكون تشويه الإخوان لسمعة عشرات الآلاف الذين خرجوا احتجاجا على الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى فى 22 نوفمبر الماضى ووصفهم بالفلول والبلطجية لم يكن مجرد تكرار لما كان يحدث فى عهد مبارك، لكنه أيضا عزز منهج أن "الإخوان يعرفون أكثر" عن مشكلات مصر السياسية. ومن السهل رفض اتهامات المعارضة لمرسى بأنه مبارك الجديد مثلما يفعل بعض المغالين الذين أصبحوا على درية كبيرة بكيفية تصنيع الغضب. لكن هؤلاء لديهم وجهة نظر. فكلاهما، مبارك ومرسى، يتشاركون فى الرؤية العالمية الحداثية الشديدة، والتى لم تبشر بخير للإصلاح السياسى فى النظام السابق ولا تبشر بالخير للديمقراطية فى مصر أيضا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة