بعد ما يقرب من عامين على الثورة وانتخاب الرئيس مرسى كأول رئيس منتخب من الشعب. ومصر تمر بأزمة لا تسر عدوا ولا حبيبا بل تعانى من فوضى ممنهجة وانفلاتا أمنيا وأخلاقيا.
أصبحنا أمام مشهد عجيب من المطالب الفئوية بلغ حد الفوران والهياج العصبى بل وصلت الأمور إلى الخروج على الآداب العامة، والأعراف التى تصون أى مجتمع، البعض يتعامل مع الثورة على انها الفوضى التى تمنحهم الحق فى فعل أى شىء فى أى وقت دون تفكير فى العواقب التى تصيب بها البلاد فالتدهور يسود كل القطاعات والمصالح وتوقفت عجلة الإنتاج، رغم أنها السبيل الوحيد لتحقيق المطالب المادية.. مما أدى إلى إغلاق وتعثر المصانع ليصل عدد المصانع المتوقفة 1650 مصنعا، وتحولنا للأسف إلى ظاهرة صوتية لا عمل ولا إنتاج وتردت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى البلاد، أليس الأجدى أن نعمل أولا ثم نطالب بمطالبنا الفئوية؟
بعض القوى السياسية مشغولة بالمناصب الزائلة والظهور على الفضائيات لتكبير الموضوعات التافهة وإشعال نار الفتنة لعرقلة مسيرة الثورة والتشكيك فى قدرتها على الإصلاح وتحقيق المطالب الشعبية التى قامت من أجلها.
فلديهم كل الإمكانات والأموال مما يساعدهم على خوض المعركة لإجهاض الثورة مهما كلفهم ذلك فهؤلاء يمقتون الديمقراطية التى جاءت بالرئيس مرسى، وهذا ما ترفضة أغلب القوى السياسية أن يكون الرئيس من التيار الإسلامى، هل هذه مصر التى حلمنا بها بعد الثورة وطن تسودة العدالة والحرية والكرامة الإنسانية ما يحدث الآن هو الفوضى والانتحار البطىء، المصريون فى حاجة إلى أن يروا إنجازا جديدا بعد الثورة يعطهم بعض الأمل، مشاكل مصر ليست فى توفير الموارد بل مشاكلها الأساسية فى غياب الضمير وعدم الوعى وانتشار ثقافة الأنانية وعدم التضحية من أجل الوطن.
مصر تناجى وتناشد أولادها ارحمونى انقذونى من الهلاك ابعدوا الأنانية والحقد والكراهية لكى تبقى مصر مزدهرة وقوة كبيرة فى المنطقة تدافع عن الأمة العربية فى وقت الأزمات.
إلى أى طريق تسير مصر.. لماذا التقاتل والتناحر على قضايا ممكن أن تنحل بالعقل والحكمة.
فلنتوقف قليلا مع أنفسنا ولنغير حساباتنا فنحن كمصريين من سندفع الثمن فليس لنا وطن آخر نعيش فيه، وحدة الصف أمر حتمى فى هذه المرحلة، عودوا إلى رشدكم يرحمكم الله واعملوا على تحقيق النهضة المنشودة ساعدوا الرئيس من أجل ديمقراطية حقيقية تسعى لترسيخ دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية التى قامت الثورة من أجلها.. أننا نناشد الرئيس مرسى أن يعيد حساباتة وأن يدعو القوى السياسية التى تؤمن بالديمقراطية لمراجعة الإعلان الدستورى مرة أخرى.. لابد أن يعلم الجميع أن مصلحة مصر فوق المصلحة الشخصية، فلنتمسك بالحوار للاتفاق على المبادئ المثلى لتحقيق أهداف الثورة.
