المنطقة "إى1" هى واحدة من أماكن معدودة حول القدس لم يطرأ عليها أى تغيير منذ أيام السيد المسيح، وهى منحدر حجرى ترابى قاحل واقع على الطريق المؤدى إلى الصحراء والبحر الميت.
وإذا نفذت إسرائيل خططها التى أعلنتها هذا الأسبوع فستكون المنطقة موقعا لمدينة استيطانية يهودية جديدة على أرض محتلة، يرى الفلسطينيون أنها يجب أن تكون جزءاً من دولتهم التى حصلوا على اعتراف بها فى الأمم المتحدة. شقت الطرق التى لا يبدو أنها تصل إلى مكان ما وسط المنحدرات الصخرية، ولا تجد ظلا يحمى من الشمس الحارقة سوى الذى توفره أعمدة الإنارة فى الشوارع.
تعرف المنطقة ببساطة باسمها الإدارى إى1، وهذه المنطقة الممتدة من أراضى الضفة الغربية باتت محور نزاع دبلوماسى متصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين، بل أيضا بين إسرائيل والكثير من حلفائها الغربيين.
وأحيت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو خطة قديمة للبناء فى المنطقة، بعد أن أغضبها التصويت الذى أجرى الأسبوع الماضى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنح الفلسطينيين مكانة "دولة غير عضو" فى الأمم المتحدة.
وحذر منتقدو الخطة فورا من أن توطين الإسرائيليين فى المنطقة "إى1" سيعزل القدس الشرقية ويقسم الضفة الغربية، مما يحبط فعليا أى فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات مقومات للبقاء، ويقضى على عملية السلام بالشرق الأوسط.
وقال دانيال سيدمان مؤسس منظمة أرض القدس غير الحكومية التى تراقب التطور الحضرى فى القدس وحولها "هذه ليست مستوطنة عادية.. إنها مستوطنة يوم القيامة". وأضاف "الرسالة التى يجب أن تتعلمها إسرائيل من تصويت الأمم المتحدة هى أننا نسير على جليد هش للغاية.. من خلال التهديد (بالبناء) فى المنطقة إى1 فإننا نقف على الجليد الهش ونقفز".
ويرفض المؤيدون للمشروع وجهة النظر هذه، ويقولون إن البناء فى هذه المنطقة تأخر كثيرا ويمثل توسعا طبيعيا من مستوطنة معاليه أدوميم التى تضم أكثر من 30 ألف مستوطن. ويعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلى الآن فى أراض احتلتها إسرائيل فى حرب 1967، ويزعمون أن لهم حقا تاريخيا وتوراتيا فى الأراضى التى يقول الفلسطينيون إنها ملكهم.
وتبلغ مساحة منطقة "إى1" نحو 12 كيلومترا مربعا فقط، لكنها منطقة حساسة من الناحية الجغرافية، لأنها لا تقع فحسب فى "الخصر" الضيق من الضفة الغربية، ولكنها أيضا تطل من الخلف على القدس الشرقية التى يريدها الفلسطينيون عاصمة لهم.
ومن شأن البناء فى هذه المنطقة أن يعقد الجهود الرامية لتحديد معالم دولة متماسكة للفلسطينيين، ويصعب الربط بين التجمعات العربية المحيطة، إلا أن المؤيدين للمشروع يقولون إنه لا يعد خرقا لأى معاهدة سلام، ويجادلون بأنه ستكون هناك مساحة كافية على أى جانب من التل، مما يسمح بإقامة ممر واسع يربط بين مدينتى رام الله وبيت لحم فى الضفة الغربية، وتقع الأولى إلى شمال القدس والثانية إلى جنوبها.
تل "يوم القيامة" قد يكون أحد المستوطنات الإسرائيلية القادمة
الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 10:06 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة