اختتمت اليوم فعاليات المؤتمر السنوى السادس عشر لاتحاد البورصات الأفريقية والذى استضافته البورصة المصرية، وفى الجلسة الأولى لآخر أيام عمل المؤتمر استعرض رئيس الاتحاد العالمى للبورصات WFE حسين إركان، مؤشرات أداء الأعضاء الـ 59 بالاتحاد والذين يمثلون أكثر من 100 سوق مال، مؤكدا أن تطوير أسواق المال فى العالم يقوم بشكل أساسى على تقديم منتجات وخدمات مالية جديدة من شأنها تسهيل الحصول على التمويل، بالإضافة إلى ضرورة تطوير البحوث والدراسات الخاصة بالسوق وكذلك تعزيز مبادئ الاستدامة والمسئولية الاجتماعية للشركات.
وعبر الجلسة التى ناقشت التحديات التى تواجه الاستثمار الخاص وشركات رأس المال الاستثمارى فى أفريقيا تساءل الرئيس التنفيذى لمؤسسة JP Morgan شيب ديمسى عن أهم المعايير التى يجب توافرها فى الأسواق الأفريقية لاجتذاب المستثمر وما هو أهمها، هل هى المعايير التشريعية والرقابية لهذه الأسواق؟ أم أنها المنتجات والخدمات التى تقدمها هذه الأسواق؟
وعبر مشاركتها فى ذات الجلسة تحدثت الرئيس التنفيذى للهيئة الأفريقية لرأس المال المخاطر AVCA ميشيل إيسومى عن ضرورة تسهيل انتقال الاستثمارات بين أسواق القارة الأفريقية لأن المستثمر دوما ما يفضل أن يضخ السيولة فى أسواق لا تضع قيودا على دخول وتخارج المستثمرين منها، وتحدث نائب رئيس أسواق الأسهم فى مؤسسة JP Morgan كريستوفر هوير عن ضرورة وجود آليات قانونية تسهل انتقال رؤوس الأموال عبر القارة.
فى حين قال الشريك المؤسس لشركة القلعة للاستشارات المالية هشام الخازندار أن أبرز التحديات التى تواجه أفريقيا هى ضرورة تحديث النظم والبنى التحتية للأسواق الأفريقية ودراسة إمكانية وجود منصة تداول أفريقية تسهل تداول المنتجات المالية عبر القارة، كما شدد على ضرورة تحديد رأس مال سوقى معين لعملية الاكتتاب لأول مرة بما يضمن أن يصبح لدى البورصات الأفريقية رأس مال سوقى كبير يدخلها ضمن مصاف البورصات الاقليمية الكبرى.
وعبر الرئيس التنفيذى لـ "Centum Investment" جيمس موريا عن ضرورة وضع معدلات نمو الاقتصاد الكلى لدول أفريقيا ضمن الاعتبار عند التسويق لأسواق الأسهم فى هذه الدول.
وعبر الجلسة الثانية التى ناقشت أبرز التحديات التى تواجه نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة تحدث دكتور محمد عمران رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية عن التجربة الرائدة لبورصة النيل كأول منصة تداول فى الشرق الأوسط للشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل بشكل عام نسبة تتجاوز الـ 70% من إجمالى اقتصاديات القارة وهو أمر يستلزم الدفع بمزيد من الدعم لهذه الشركات ويجب أن تتضافر الجهود فى هذا الصدد سواء عبر تسهيل حصول هذه الشركات على التمويل عبر قيدها فى البورصات وكذلك ضرورة تسهيل الإجراءات التى تسبق طرح هذه الشركات للاكتتاب العام أو الطرح الخاص، وفى هذا الصدد أشار عمران إلى أن البورصة أعلنت فى وقت سابق عن عديد من التسهيلات للشركات الصغيرة والمتوسطة بما يدعم الشركات الراغبة منها فى القيد مثل تخفيض رسوم القيد وتوفير جهات داعمة لهذه الشركات سواء كهيئات حكومية أو شركات استشارات مالية.
وفى ذات السياق تحدث رئيس اتحاد البورصات الأفريقية سونيل بانيمادو عن تجربة بورصة موريشويس التى يرأسها فى مجال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن بلاده وبرغم صغر مساحتها تهتم بكافة أنواع النشاط الاقتصادى وتحرص على دعم الشركات الصغيرة وتشجيعها لقيد أسهمها بالبورصة وعلى صعيد القارة الأفريقية لفت بانيمادو إلى أن أفريقيا لا زالت لديها العديد من فرص الاستثمار غير المستغلة، مشيرا إلى نيجيريا كمثال لبلد نفطى وبرغم تعدد الشركات المتوسطة العاملة لديها فى مجال الخدمات النفطية إلا أنها غير ممثلة بشكل كاف فى سوق المال لديها.
كما ناقشت الجلسة الثالثة كيفية الحد من التكاليف العالية لتأسيس أو تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لمواجهة الطلب المتزايد للحصول على السرعة والكفاءة والاتصال الفعال بين الأسواق، وأنهى المؤتمر أعماله بالجلسة الرابعة الأخيرة التى خُصصت لاستعراض فرص التعاون بين البورصات الأفريقية والآسيوية وتحدث خلالها الرئيس التنفيذى لبورصة نيجيريا أوسكار أونييما عن المؤشرات الإيجابية التى تحملها اقتصادات أفريقيا وما يمثله ذلك من فرص استثمارية مميزة يدركها جيدا المستثمرون من آسيا، مشيرا إلى أن الصين كمثال تعد أحد أهم المستمرين الآسيويين فى أفريقيا.
وفى سياق متصل قال مصطفى بلتاكى سكرتير عام اتحاد البورصات الأوروآسيوية FEAS أن رأس المال دوما ما يبحث عن أسواق تتميز بإمكانية تحقيق العائد السريع وهو أمر يعتمد فى المقام الأول على معدلات نمو الاقتصاد الكلى وعدد السكان وهو أمر تتميز به أسواق عديدة فى آسيا وأفريقيا ولكننا ما زلنا فى حاجة إلى مزيد من التفعيل لمبادئ الحوكمة على صعيد كافة الشركات فى هذه الأسواق وهو أمر سينعكس سريعا وبشكل إيجابى على أحجام رأس المال السوقى لأسواق المال فى كلا القارتين، وعلق على حديثه أفتاب أحمد سكرتير عام اتحاد بورصات جنوب آسيا داعيا لتعزيز التعاون بين اتحاد البورصات الأورومتوسطية واتحاد البورصات الأفريقية بما يصب فى مصلحة الجميع، وأشار إلى أن واحدا من أكبر التحديات التى تواجه كافة أسواق المال هو اجتذاب شركات جديدة للقيد وتسهيل الإجراءات الخاصة بذلك عبر خطوات واقعية.
المؤتمر السنوى الـ16 لاتحاد البورصات الأفريقية يختتم أعماله فى القاهرة
الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 06:09 م
جانب من المؤتمر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة