البرادعى فى مقال بـ"فايننشال تايمز": مرسى دفع مصر إلى حافة الهاوية.. مصر أصبحت منقسمة بين الإسلاميين وباقى المصريين.. الرئيس وجماعته لن يعيدونا إلى الغيبوبة.. ندعو الإخوان لحوار مع كافة الأطراف

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 03:22 م
البرادعى فى مقال بـ"فايننشال تايمز": مرسى دفع مصر إلى حافة الهاوية.. مصر أصبحت منقسمة بين الإسلاميين وباقى المصريين.. الرئيس وجماعته لن يعيدونا إلى الغيبوبة.. ندعو الإخوان لحوار مع كافة الأطراف الدكتور محمد البرادعى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحاصل على جائزة نوبل فى السلام عام 2005، إن الرئيس محمد مرسى ترك مصر على حافة الهاوية.

ويشير ملهم ثورة 25 يناير ضد نظام حسنى مبارك، فى مقاله بصحيفة الفايننشيال تايمز، إلى أنه فى مساء الجمعة كان هواء الميدان يمتلئ برائحة الغاز المسيل للدموع، حيث كان المحتجون قد أمضوا ثلاث مسيرات احتجاجية خلال أسبوع، فيما استمر الكثيرون فى اعتصامهم.

ويقول: لقد وجدت نفسى أتساءل، بعد 23 شهرا من الكفاح لتحقيق الديمقراطية فى مصر، هل هذا أفضل ما نستطيع الوصول له؟ رئيس يدعى السلطات الديكتاتورية؟ برلمان معبأ بالإسلاميين؟ مسودة دستور مرقعة وضعت على عجل دون ضمان الحقوق الأساسية للمرأة والمسيحيين بل وكل المصريين؟.

ويتساءل البرادعى: ما الخطأ؟ فحرص الجيش على حماية امتيازاته وتجنب الملاحقة القضائية، أفشل انتقال ما بعد الثورة، وسمح للإخوان بالتسرع نحو إجراء انتخابات برلمانية مستفيدين من عملهم على مدار 80 عاما على المستوى الاجتماعى.

وكانت النتيجة نصرا ساحقا للإسلاميين، يتجاوز قوتهم الحقيقية، وبعد المراجعة أقرت المحكمة الدستورية العليا حله، لأنه انتخب على أساس مخالف للقانون.

وقد تلى ذلك قتال سياسى، حيث خاض الرئيس الجديد والمجلس العسكرى صراعا حول السلطة، وقد استطاع الرئيس بالفعل تسديد لكمة قاضية من خلال انقلاب ناعم ضد الجنرالات مستوليا على السلطة التشريعية والتنفيذية معا.

وأشار البرادعى إلى أنه من خلال الإعلان الدستورى أصبحت سلطات مرسى تتجاوز كثيرا تلك التى كانت لمبارك فى قمة ديكتاتوريته.

وفى الوقت نفسه فإن جماعة الإخوان المسلمين ومعها مختلف الإسلاميين عبأت الجمعية التأسيسية، التى كلفت بصياغة دستور جديد، واحتجاجا على هذا التفرد، انسحب ممثلو الأحزاب الليبرالية والأقليات وغيرهم من فصائل المجتمع المدنى، وقد أنتجت الجمعية التأسيسية مسودة دستور تنتهك حرية الدين وحرية التعبير، كما فشلت فى وضع ضوابط لمراقبة السلطة التنفيذية، هذا علاوة على ضغط الجمعية لتمكين المؤسسات الدينية من تحدى القضاء.

وبالتالى، يقول البرادعى، عدنا مرة أخرى إلى ميدان التحرير، ويتابع: الوضع متقلب، فمصر أصبحت منقسمة بين الإسلاميين وباقى المصريين، مما يفتح الباب إلى سيناريوهات مثل تدخل الجيش أو ثورة فقراء أو حتى حرب أهلية، فالخوف بات يسيطر على غالبية المصريين، الذين يرغبون فى ديمقراطية حقيقية بدلا من دولة دينية، وقد أضرب القضاء بالفعل ويصر الشباب الذى قاد الثورة على أنهم لم يخاطروا بحياتهم ويقدمون تضحيات لتغيير الديكتاتورية العلمانية بالاستبداد الدينى، فقد كان قتالهم ولا يزال من أجل حرية وكرامة الشعب المصرى.

ويشير ملهم الثورة المصرية ضد الاستبداد إلى أن البلاد مهددة بأربعة قنابل موقوتة، هى قيادة الجيش ومن بعدهم الإخوان، فاقتصادنا شارف على السقوط، وفى غضون ستة أشهر قد نواجه إفلاسا، خاصة أن التوترات الحالية تهدد قرض صندوق النقد الدولى.

كما يبقى القانون والنظام مهلهلا، وتأثير هذا على حركة السياحة والاستثمار الأجنبى قاسيا، فيما تمثل سيناء قنبلة تنبئ بتحول المنطقة إلى ساحة حرب، مهددة من قبل جماعات جهادية قادمة من أفغانستان وغيرها، والآن بينما تشهد البلاد صراعا حول مسودة الدستور، فإن مصر أصبحت مستقطبة بشكل خطير.

ويوضح البرادعى: لقد اتحدت جميع الأحزاب السياسية غير الإسلامية تحت تحالف "جبهة الإنقاذ الوطنى"، حيث أعمل كمنسق لها، ومن المفارقة أن الثوار الذين خلعوا مبارك يؤيدهم حتى أعضاء حزبه القديم، متحدين فى وجه المشروع الإسلامى الغامض، الذى يرغب مرسى وأنصاره فى تنفيذه داخل بلادنا.

نحن نصر على إلغاء الإعلان الدستورى الأخير الشديد القسوة، والذى يهدف لخدمة مصالح ذاتية، وقد أدانته بالفعل الأمم المتحدة والعديد من الحكومات والجماعات الحقوقية الدولية، كما نرفض مسودة الدستور غير القانونية ونحث الرئيس على عدم طرحه للاستفتاء.

وتابع البرادعى: ندعو الإخوان لحوار مع كافة الأطراف بشأن كيفية معالجة التحديات الصعبة فى مصر، والاتفاق على جمعية تأسيسية جديدة تضمن تمثيل عادل لكل المصريين لصياغة دستور يليق بتحقيق الديمقراطية، وخلاف ذلك فإننا مقبلون على المجهول.

وختم قائلا: قبل عامين تقريبا شهدت مصر صحوة، وبشكل لا يصدق، يعتقد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين أنه من خلال بعض السكتات الدماغية، يمكنهم أن يعيدونا إلى غيبوبة، إن هذا لن يحدث، وإذا ما حاولوا الاستمرار، فإنهم يخاطرون باندلاع العنف والفوضى التى من شأنها أن تدمر نسيج المجتمع المصرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة