صدر حديثًا العدد الثالث والستين لمجلة الدوحة الثقافية، والتى خصصت المجلة فى هذا العدد ملفًا عن ظاهرة المرآة، بعنوان "المرآة قدر الإنسان العاشق"، ويتناول الملف القضية من زاوية أنه قد يأتى على الإنسان حين من الدهر ينكر فيه تحولاته ويتشكك فى صدق صورته المنعكسة فيسعى إلى خلق مرآة أخرى يصنعها من هواه ومن جنونه، هكذا ضاع نرسيس ودوريان دوريان جراى والملك لير وبيجماليون وصدام حسين والقذافى، وهكذا تتزايد أعداد من يستسلمون لمبضع جراح التجميل فى العالم كله، لكن ذلك لا يغير من قدَر الإنسان.. هى قدر الإنسان العابر، أو كما هى ضمن مجازات عدة، صورة العاشق والمستبد.
وفى صور عديدة ضمن ملف الدوحة هذا الشهر "المرآة قدر الإنسان العابر" وفيه نقرأ: لعبة المرايا لعبد السلام بنعبد العالى، تناسخ لعبد الفتاح كيليطو، الخوف من الشبيه لبشرى ناصر، أسطورة الشعب الفرحان تحت الراية المنصورة لعزت القمحاوى، صور النجوم والرؤساء.. باباراتزى تحت الرقابة، أحلام تحرس ثورتها لرضوى فرغلى، من فعل الغواية إلى صنعة الأدب للدكتور محمد الشحات، مرآة البصير لديمة الشكر، رحلة الكلمة رحلات الصورة لعبد الله الحامدى، الشوافة لمنذر بدر حلوم، عزيزتى أربيانى الرهيبة لستيفانو بينى، الروائى فى مرايا شخصياته لهدى بركات، مرآة كرداسة لإنعام كجه جى، أصلع رغم أنفى.. المرايا والجدات لا يكذبن لوحيد الطويلة، خداع الصورة الأكثر وضوحا لمحسن العتيقى، المياه العاشقة لغاستون باشلار ترجمة د. على نجيب إبراهيم.
فى باب الأدب "سراب المعنى واكتفاء القصيدة بنفسها" حوار مع الشاعر المغربى المهدى أخريف بمناسبة صدور أحدث دواوينه الشعرية بعنوان "لا أحد اليوم ولا سبت". ونتعرف عن قرب، ومن خلال جديدة المعنون بـ "أم السالفة" على تفاصيل تجربة المبدع القطرى عبد الرحمان المناعى.. العاشق فى الحقيقة. فى باب الأدب أيضا "تزيفيتان تودروف يتطلع إلى "ربيع أوربى" حوار يكشف كيف أن الديموقراطية مهددة من الداخل، قدمه ونقله إلى العربية عن النوفيل أوبسيرفاتور عبد اللطيف الويرارى. وفى حوار آخر معنون بـ"أدباء أمريكا الجنوبية عيونهم على الخارج" تصرح صاحبة لقب أفضل كاتبات أمريكا اللاتينية تحت سن ٣٩ الكاتبة البرازيلية أدريانا ليسبوا، تصرح بشغفها بألف ليلة وليلة ونجيب محفوظ. ونقرأ للكاتبة فى باب الترجمة فصلا من روايتها الجديدة "الغراب الأزرق" ترجمتها مها جمال. وفى الترجمة أيضا فصلا من "الغابة النرويجية" لهاروكى موراكامى نقلته عن الانجليزية د. يمنى صابر.
قبل نهاية هذا العام فقدت الموسيقى العربية أحد مخضرميها البارزين، تكتب الفنانة فيروز كراوية "عمار الشريعى سفينة فى بحر النغم، وبورتريه آخر بقلم إبراهيم محمد إبراهيم تحت عنوان "معزوفة وطن ما زال جريحا".
ضمن باب السينما، المخرج الجزائرى محمد لخضر حمينة، الحائز على السعفة الذهبية الوحيدة عربيا وأفريقيا عام ١٩٧٥، فى حوار مع الدوحة، أنجزه سعيد خطيبى، يروى خمسين عاما من السينما الجزائرية، متحسرا على ما آلت إليه الأفلام فى بلاده.
وعلى ضوء الراهن والمستجدات الثقافية والسياسية، نتابع فى تقارير ومقالات العدد: بداية من افتتاحية المجلة "قضايا التحول الديموقراطى فى الثورات العربية"، ملتقى السرد الخليجى.. الواقع البديل تكشفه الرواية، فلسطين.. صورة شعرية للحقيقة المؤلمة، إسرائيل غير قابلة للعيش، الأيام الثقافية الجزائرية.. ثقافة مفتوحة وحدود مغلقة، جدل حول الدستور فى المؤتمر الدولى لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، سيناريوهات المستقبل فى مصر، معضلة فرق التوقيت. الجمل فى وجه الحاسوب بقلم د. عمار على حسن، سورية.. الثقافة فى عداد المفقودين، التخوين والتشبيح فى سوريا، الرقابة السودانية.. عشوائية المنع وإطلاق السراح.
وفى زوايا المجلة يكتب الطاهر بنجلون: المرأة العربية على واجهة التغيير، ومرزوق بشير يكتب عن الثقافة والربيع العربى، وإزابيلا كاميرا تحكى عن "إجازات رومانية"، وأمجد ناصر عن الحب والكتاب، ونقرأ للروائى السودانى أمير تاج السر مقالة بعنوان "الدكتور"، ويكتب مكاوى سعيد عن أسباب كرهه للكتابة.
يرفق مع المجلة ملحق يشمل أهم الأنشطة الثقافية فى الدوحة، وفيه: الدوحة بوابة الأرض لمناخ أنقى، اليابان تشرق بمعرض الدوحة للكتاب، أشعار مؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثانى بمركز واقف للفنون، سامى يوسف يطلق جديده بالحى الثقافى كتارا، احتفالية قطر-المملكة المتحدة ٢٠١٣ والإبداع المشترك.. ويرفق مع المجلة الكتاب المجانى "لطائف السمر.. فى سكان الزهرة والقمر" للكاتب السورى نبيل سليمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة