يكـذب عليك ويخدعك ويغـرر بك من يقول لك إن الشعـب المصرى قد اختار حاكـمه يوماً فمنذ فجر التاريخ، وحتى كـتابة هذه السطور والشعب المصرى يحكم بغلبة الجماعة مع اختلاف مسمى تلك الجماعة باختلاف الأزمنة والعصور فما أن يثور الشعب متوجعاً من حكم جماعة تحكمه بالغلبة حتى يقع بسرعة مدهشـة أسرع من الصوت والضوء فى مصيدة جماعة أخرى تحكمه بالغلبة والحديد والنار فتداول السلطة ثمرة لم يذقها الشعب المصرى قط ولن يذقها لأنه لم ولن يزرع شجرتها وقطوف الحرية لم تدنو من الشعب يوماً ولن تدنو، وإليك دليلى على تلك الخرافات التى تملأ رأسى:
* حكم الفراعنة مصر منذ عام 3100 ق م وحتى عام 341 ق م بالغلبة والقوة دون أن يكون للشعب المصرى رأى أو اختيار لأكـثر من 141 فرعونا حكموا مصر ما يقرب من ثلاثة آلاف عام ولم يجد الشعب المسكين سبـيلاً غير عبادة الفرعون ولم يجد الفرعون المسكين سبيلاً غير أن يسلبهم حريتهم وينصب من نفسه إلهاً عليهم
* حكم الإسكندر الأكبر مصر بالغلبة والقوة بعد أن هزم الفرس عام 332 ق م ومن غير المتصور أن يدعى عاقل أن الشعب المصرى اختار الإسكندر الأكبر عبر صندوق انتخابات نزيه وشفاف
* حكم بطليموس الأول مصر بالغلبة والقوة والحديد والنار منذ عام 305 ق م وجاء من بعده ملوك كثيرون حملوا نفس الاسم مع اختلاف الرقم حتى بطليموس الخامس عشر، فمن يعتـقد أن تعاقب ملوك البطالمة كان تداول للسلطة فعليه أن يلقى بنفسه فى أقرب تاكسى ويخبر السائق أن يتجه به إلى مستـشفى العباسية
* حكم المماليك مصر بالغلبة والقوة منذ عام 1250 م حتى عام 1517 ولم يكن للشعب المصرى ناقة ولا جمل فى اختيار سلطان المماليك حاكم مصر بداية من شجرة الدر وعز الدين أيبك وحتى الأشرف طومان باى آخر سلاطين المماليك فأحمق من يعتـقد أن العصر المملوكى اتسم بحرية الإعلام والصحافة وأن سلاطين المماليك لم يقصفوا قلماً وأن التلفزيون الرسمى فى دولة المماليك كان محايداً وأن السلطان بدر الدين سلامش أطلق الحرية للفضائيات من يقول لك ذلك لم يقرأ العصر المملوكى جيداً ولم يفهمه ولم يعه
* حكم العثمانيين مصر بالغلبة والقوة منذ عام 1517 م ولم يكن للشعب رأى فى اختيار الوالى أو ملوك الدولة العلوية بعد ذلك ومن يدعى أن العثمانيين أطلقوا حق التظاهر السلمى وحق الإضراب أو العيش الكريم أو الحد الأدنى لآدمية الإنسان أو الحد الأدنى والأقصى للأجور من يدعى ذلك عليه أن "يربط مسامير دماغه"
* حكم الضباط الأحرار مصر بالغلبة والقوة منذ عام 1952 ولم يكن للشعب المصرى اختيار للرؤساء الثلاثة عبد الناصر والسادات ومبارك
* حكم الإخوان المسلمين مصر بالغلبة والقوة منذ عام 2012 هى غلبة الجماعة التى اقتنصت الفرصة كما اقتنصتها على مر التاريخ جماعات أخرى
* فمن لديه دليل على أن الشعب اختار حاكمه يوماً فليأتـنا به
* ومن كان لديه دليل على أن الشعب ذاق طعم الحرية يوماً فليأتـنا به
* ومن كان لديه دليل على أن الإخوان سيسمحون بتداول السلطة فليأتـنا به
* ومن كان لديه دليل على أن الإخوان سيسمحون بمرور نسمة حرية فليأتـنا به
* ومن كان لديه دليل على أن الأيام القادمة بها ألوان غير اللون الأسود فليأتـنا
طارق عليان يكتب: سلاطين المماليك لم يغـلقوا قناة فضائية
الإثنين، 31 ديسمبر 2012 07:01 م